القائمة

أخبار

قضية الصحراء: مؤتمر في مراكش وآخر في بريتوريا ودول تضع رجلا مع المغرب وأخرى مع البوليساريو

في الوقت الذي ينعقد في جنوب إفريقيا مؤتمر داعم لجبهة البوليساريو، تحتضن مدينة مراكش، مؤتمرا تحضره 36 دولة إفريقية للتعبير عن دعمها لقرار الاتحاد الإفريقي إبقاء مسألة تسوية نزاع الصحراء حصرا في يد الأمم المتحدة، وكان لافتا مشاركة بعض الدول في الاجتماعين معا.

نشر
من المؤتمر الوزاري المنعقد بمراكش
مدة القراءة: 5'

بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الوزاري الافريقي حول دعم الاتحاد الإفريقي للمسلسل السياسي للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء، بمدينة مراكش، تحتضن العاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا مؤتمرا داعما لجبهة البوليساريو.

ويوم أمس وصل زعيم جبهة البوليساريو إلى جنوب إفريقيا من أجل المشاركة في القمة، التي تعقد يومي 25 و 26 مارس الجاري بمقر وزارة الخارجية الجنوب إفريقية، ووجد في استقباله، نائب وزيرة الخارجية لجمهورية جنوب افريقيا لويلين تيرون لانديرز.

ونهار اليوم افتتحت القمة التي تجمع قادة ومسؤولين في بعض الدول المشكلة لمجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، التي تتمتع فيها بريتوريا بثقل سياسي كبير، إضافة إلى ممثلين عن عدد من الدول الداعمة للجبهة الانفصالية.

وعلى عكس ما كانت تأمل البوليساريو، اكتفت العديد من الدول الأعضاء في المجموعة، بإرسال وزراء أو مسؤولين دبلوماسيين لتمثيلها في الاجتماع، في الوقت الذي حضر فيه رؤساء ثلاثة دول فقط هي بوتسوانا وناميبيا، وزيمبابوي، إضافة إلى البلد المضيف جنوب إفريقيا.

ولم تفوت الجزائر فرصة المشاركة في المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه منذ تأسيس المجموعة في 17 غشت 1992، رغم مشاكلها الداخلية، فقد أوفدت نائب الوزير الأول ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، كما بعثت كوبا نائب الرئيس إينس ماريا تشابمان، وحضر ممثلون أيضا عن نيكاراغوا وفنزويلا.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر تفعيلا للتوصية التي أقرتها القمة السابعة والثلاثين لرؤساء دول وحكومات مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، التي عقدت في بريتوريا في عام 2017، آنذاك أعلن المشاركون عن اعتماد "توصية لعقد مؤتمر للتضامن مع الشعب الصحراوي والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهو المؤتمر الذي ستقدم نتائجه لمفوضية الاتحاد الإفريقي".11

وبحسب ما جاء في بلاغ لوزارة الخارجية الجنوب إفريقية، فإن هذا المؤتمر يسعى إلى التأكيد على "حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير بما يتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ووثائق منظمة الوحدة الإفريقية، والاتحاد الإفريقي".

كما تطالب القمة حسب نفس البلاغ بـ"تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وقرارات منظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي للسماح لشعب الصحراء الغربية بممارسة حقه في تقرير المصير". ومن المنتظر أن توقع الوفود المشاركة في القمة، على إعلان داعم لجبهة البوليساريو في نهاية أشغال الاجتماع.

اجتماع في المغرب

وبالتزامن مع هذا الاجتماع تحتضن مدينة مراكش نهار اليوم مؤتمرا وزاريا بمشاركة 36 بلدا إفريقيا، إضافة إلى المملكة المغربية، ويهدف هذا المؤتمر إلى التعبير عن دعمه لقرار الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي رقم 693، الذي تم اعتماده في القمة الحادية والثلاثين للاتحاد الإفريقي، المنعقدة يومي 1 و2 يوليوز 2018 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.

وكان القرار 693 قد أقر إنشاء آلية افريقية تضم "ترويكا" الاتحاد الإفريقي، وهم الرؤساء المنتهية ولايتهم والحاليون والملتحقون الجدد ورئيس اللجنة، من أجل تقديم الدعم الفعال للجهود المبذولة تحت إشراف الأمم المتحدة ، كما حصر تدبير قضية الصحراء في المسلسل الأممي مستبعدا كل مسلسل موازي.

ومعلوم أن المغرب يرفض أي دور للاتحاد الإفريقي في إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية، عكس جبهة البوليساريو التي تحاول إلى جانب حلفائها وخاصة الجزائر وجنوب إفريقيا، إقحام المنظمة القارية في مسلسل التسوية المستمر منذ سنة 1991.

مع المغرب والبوليساريو في آن واحد

وبالرغم من أن جبهة البوليساريو، حاولت إعطاء قيمة كبيرة للقمة المنعقدة في جنوب إفريقيا، من خلال الحديث عن "الحضور الدولي الكبير" و"العديد من رؤساء القارة الإفريقية"، إلا أن الدول الأعضاء في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، لم تحضر جميعها، إذ حضرت عشر دول فقط إضافة إلى جنوب إفريقيا، علما أن تمثيل معظم الدول كان منخفضا.

ومقابل الغياب عن المؤتمر الذي عقد في جنوب إفريقيا، فضلت بعض الدول الأعضاء في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، المشاركة في المؤتمر الوزاري المنعقد في مراكش، فقد حضر وزير خارجية جزر القمر إلى مراكش، كما كانت مدغشقر ممثلة بوزير خارجيتها، نفس الأمر بالنسبة لمملكة سوازيلاند، التي أوفدت إلى المغرب وزير الوظيفة العمومية.

كما أن تانزانيا فضلت المشاركة في المؤتمر المنعقد في مراكش، وأرسلت الأمين العام لوزارة الخارجية، وكان لافتا مقاطعة زامبيا التي ظلت مواقفها متأرجحة بين دعم البوليساريو ومساندة المغرب في نزاع الصحراء الغربية، اجتماع بريتوريا، وحضر وزير خارجيتها إلى مراكش.

وعكس الدول التي فضلت المشاركة في اجتماع واحد إما في بريتوريا أو مراكش، اختارت دول أخرى إرضاء جنوب إفريقيا بالمشاركة في قمة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، وإرضاء المغرب أيضا من خلال المشاركة في الاجتماع الوزاري بمراكش.

فقد بعثت أنغولا ممثلا للرئيس لجنوب إفريقيا، وسفيرها المعتمد في الرباط إلى مؤتمر مراكش، نفس الأمر بالنسبة لمالاوي التي أوفدت وزير العدل إلى جنوب إفريقيا، ووزير الخارجية إلى المغرب، كما أن جمهورية الكونغو الديمقراطية اختارت اللعب على الحبلين من خلال إرسال وزير إلى جنوب إفريقيا ونائب وزير الخارجية إلى المغرب.

للإشارة فإن الاجتماعين معا يأتيان بعد أيام فقط من انتهاء أشغال المائدة المستديرة بجنيف في سويسرا، وكذا قبل أيام قليلة من بدء مناقشة ملف الصحراء الغربية في مجلس الأمن الدولي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال