تراقب المخابرات الإسبانية، المواطن الإسباني المغربي سمير الجبلي، الذي يوصف بكونه "الجاسوس النائم" للمغرب داخل الحزب الديمقراطي الأوروبي الكاتالوني، الذي يتزعمه كارلس بوتشدمون الذي يعيش في المنفى ببلجيكا.
فقد نشر يوم أمس الإثنين موقع "الموندو" الاسباني، مقالا حول صلات سمير الجبلي المزعومة بجهاز المخابرات المغربي المعروف باسم "المديرية العامة للدراسات والمستندات"، ووكلائه في مدينة برشلونة.
وكان الحزب الديمقراطي الأوروبي الكاتالوني قد رشح سمير الجبلي في كانوفيلاس وهي إحدى بلديات مقاطعة برشلونة في الانتخابات البلدية المقررة في 25 ماي المقبل، وهي المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها 16000 نسمة.
ونقلت الصحيفة عن "مصدر استخباراتي مغربي" أنه لا يمكن ترشيح أي شخص من أصل مغربي باسم حزب سياسي إسباني دون موافقة المغرب. وتضيف إلموندو أن الشخص المعني هو سمير الجبلي، وأنها اتصلت به، وأكد أنه عاد من بروكسيل إلى برشلونة، ورفض الرد على صحافي الجريدة بعد علمه بأنه سيسأله عن صلاته بالمغرب.
ونقلت الصحيفة عن محلل أمني قوله إن الجبلي ينقل المعلومات إلى المخابرات المغربية، ويعمل على كسب ثقة السياسيين المؤيدين لاستقلال كتالونيا.
يذكر أنها ليس المرة الأولى التي يترشح فيها الجبلي، فقد سبق له في سنة 2015، أن كان في الترتيب الرابع على القائمة الانتخابية لائتلاف التقارب والاتحاد، لكن آنذاك لم يتم الحديث عن صلاته بالمخابرات المغربية.
ويبدوا أن قربه الآن من السياسيين الكتلانيين المطالبين بالاستقلال، هو الذي سلط عليه الأضواء، وتحدثت صحيفة إلموندو عن رحلته إلى بروكسل في 26 مارس للقاء كارلس بوتشدمون، زعيم كاتالونيا السابق الذي تمت إقالته من طرف الحكومة المركزية في مدريد خلال أكتوبر 2017 بسبب تنظيمه استفتاء لتقرير المصير.
ونقلت الصحيفة الإسبانية عن شخص قدم نفسه بصفته "وكيلا سابقا للمديرية العامة للدراسات والمستندات"، أن تواجد مغربي داخل الحزب الديمقراطي الأوروبي الكاتالوني، سيسمح للمملكة بمعرفة نوايا الانفصاليين الكتلان، كما سيسمح لها بجمع المعلومات التي يمكن استخدامها ضد اسبانيا، مشيرا إلى أن "حزب العمال الاشتراكي الاسباني، يوجد بداخله النائب محمد الشايب والآن يريد المغاربة أن يكون لديهم شخص في المحيط القريب من بوتشدمون".
عموما فإن ظهور سياسيين من أصل مغربي يقلق بعض الدوائر السياسية في إسبانيا، وهو ما توضحه الاتهامات الموجهة ضد الشايب والجبلي، وكذا التعليقات العنصرية من قبل سانتياغو أباسكال، رئيس حزب فوكس اليميني الاسباني تجاه نجاة دريوش بن موسى النائبة في البرلمان الكتالوني عن حزب اليسار الجمهوري الكتالوني.