حاولت جبهة البوليساريو التقليل من أهمية تصريح الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي قال فيه إن الغرب لا يريد نشوء دولة تفصل بين المغرب وبلاده، في إشارة إلى رغبة جبهة البوليساريو في إقامة دوله بالصحراء الغربية.
ونشر ممثل الجبهة الانفصالية في فرنسا أبي بشرايا البشير، تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها "التصريح المنسوب للرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز لرأي اليوم، لا يحمل جديدا".
ورغم أن المواقع الإعلامية الموالية لجبهة البوليساريو، كانت تتحدث خلال الأشهر الماضية عن ضغط أمريكي على المغرب، من أجل تقديم تنازلات، منذ تولي جون بولتون منصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس ترامب، إلا أن "الدبلوماسي" الانفصالي قال في محاولة للتقليل من أهمية تصريح ولد عبد العزيز "القوى الغربية التي أشار لها (الرئيس الموريتاني) دعمت المغرب عسكريا أثناء اجتياحه للإقليم وهي نفسها من تساعده اليوم في مواصلة احتلاله" على حد تعبيره.
التصريح المنسوب للرئيس الموريتاني #ولدعبدالعزيز ل #رأي_اليوم، لايحمل جديدا. فالقوى الغربية التي أشار لها دعمت #المغرب عسكريا أثناء اجتياحه للإقليم وهي نفسها من تساعده اليوم في مواصلة احتلاله.نفس القوى التي دعمت #الأبارتيد، وهي فعلا معضلة.الرهان كان وسيبقى على صمود الشعب الصحراوي.
— Oubibachir (@oubibachir) 11 avril 2019
وأنهى تدوينته قائلا "نفس القوى التي دعمت الأبارتيد (نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا)، وهي فعلا معضلة. الرهان كان وسيبقى على صمود الشعب الصحراوي".
وسارعت وسائل إعلام موالية للطرح الانفصالي إلى وصف كلام الرئيس الموريتاني بأنه معروف ولا يعد مفاجئا، وأن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية شاركتا في المسيرة الخضراء إلى جانب المغرب سنة 1975.
بدوره قال القيادي السابق في جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، والمتواجد حاليا بموريتانيا بعد إبعاده قسرا عن مخيمات تندوف، في تصريح لموقع يابلادي، إن "هذه المعلومة ليست جديدة، وقد اعترف بها جل المسؤولين الامميين الذين عايشوا قضية الصحراء بعد انتهاء مهامهم".
وأكد أن الرئيس الموريتاني لم يأت بجديد، مشيرا إلى أن توقيت التصريح هو الذي يكتسي أهمية بالغة، حيث أنه يأتي "في وقت يسوق فيه قادة الجبهة للموقف الامريكي الضاغط لصالحهم".
وأضاف أن هذا التصريح "لا يعتبر مناقضا للموقف الرسمي الموريتاني الذي يعترف بجمهورية البوليساريو"، موضحا أن هذا الاعتراف يبقى "شكليا ولم يغير من حياد موريتانيا".
وبخصوص تأثير ما قله ولد عبد العزيز على العلاقات بين موريتانيا والبوليساريو قال "ليس هناك سبب لجعله يستفز الجبهة. اعتقد انه جاء في سياق نقاش عام كشهادة للتاريخ من رجل يتحضر لتوديع كرسي الرئاسة".
من جانبه قال المحجوب السالك زعيم تيار خط الشهيد المنشق عن جبهة البوليساريو في تصريح لموقع يابلادي "ليس هناك من يرضى بإقامة دولة جديدة في المغرب العربي. والاحرى ان تعزل المغرب عن عمقه الأفريقي الا في مخيلات أولئك الذين ما زالوا يحلمون بشعارات السبعينيات".
وواصل حديثه قائلا "فأمريكا أوروبا لا يريدون ذلك. وستبقى القضية تراوح مكانها، ولا وجود للدولة الا لدى من بنوها في الرابوني، رغم عضويتها في الاتحاد الأفريقي".
وعبر السالك عن أمله في أن يفرز الحراك الجزائري قيادة حكيمة تفكر في مصلحة المغرب العربي، "تدعو قيادة البوليساريو للدخول في حوار واقعي مع المغرب من أجل تمكين الصحراويين من تسيير شؤونهم بأرض وطنهم ضمن حكم ذاتي، هو أكبر ما ستسمح به امريكا والعالم".
وحول التأثير المحتمل لهذا التصريح على العلاقات بين موريتانيا والبوليساريو قال "لا أظن أنه سيكون لما قاله ولد عبد العزيز أي تأثير، هو قال حقيقة الموقف الأمريكي والأوروبي الذي تخفيه قيادة البوليساريو عن شعب المخيمات".
وأضاف أن "هذه الفكرة صرح بها الرئيس الموريتاني لمسؤول صحراوي خلال زيارته لنواكشوط مبعوثا من طرف زعيم البوليساريو. واخفت القيادة ذلك عن اهالينا بالمخيمات ضحايا هذا النزاع الذي عمر اكثر من اللازم".