القائمة

أرشيف

وثائق سرية تكشف تخوف بريطانيا من هجوم محتمل للقذافي على جبل طارق انطلاقا من المغرب في الثمانينات

في أواسط الثمانينات وفي عز الخلاف بين الغرب والزعيم الليبي معمر القذافي، كانت بريطانيا تخشى من أن يتعرض جبل طارق الخاضع لسيطرتها، لهجوم ليبي مفاجئ انطلاقا من المغرب، وكثفت من مراقبتها للمغاربة القادمين إلى المنطقة.

نشر
صخرة جبل طارق
مدة القراءة: 2'

قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إنها حصلت على تقرير سري حول الحرب التي شنها حلف الناتو على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد المظاهرات التي عمت ليبيا سنة 2011.

وتشير الوثائق ذاتها إلى أن حملة الناتو من أجل التخلص من القذافي، بدأت سنة 1986، بعد اتهام نظامه بالتورط في تفجير ملهى ليلي في برلين في تلك الفترة، قتل فيه جنديان أمريكيان وامرأة تركية، وأصيب أكثر من 200 شخص، من بينهم 79 مواطنا أمريكيا بجروح.

وردت الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، باستهداف القذافي عن طريق ضربات جوية على العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، غير أنها لم تتمكن من التخلص منه.

وبعد ذلك تؤكد الوثائق التي تحصلت عليها التايمز، أن الحكومة البريطانية كانت تخشى من عمل انتقامي للقذافي، يستهدف من خلاله صخرة جبل طارق القريبة من السواحل الشمالية للمغرب، وأعدت وزارة الدفاع آنذاك خططا سرية للدفاع عن جبل طارق الخاضع لسيطرتها، ضد أي هجوم محتمل.

وتؤكد الوثائق أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية البريطانية رصدت "نشاطات عديدة لمنظمات إرهابية مختلفة في إسبانيا لديها متفجرات وترتبط بالأنظمة في ليبيا، ويظهر أن هناك تهديدا كبيرا على جبل طارق، خاصة أن بها عدد كبير من السكان العرب من شمال أفريقيا، وهناك روابط متصلة ومنتظمة بينها وبين المغرب عن طريق العبارات".

وقررت وزارة الدفاع البريطانية إجراء "عمليات تفتيش دقيقة بحق أي زائر مغربي جديد، أو غيره من المواطنين العرب القادمين من المغرب إلى جبل طارق، ورفض دخول أي شخص يعرف ارتباطه بأي شكل من الأشكال بليبيا".

كما اعتبرت الوزارة ذاتها في حينه أن "أي تعزيز للدفاع الجوي في جبل طارق يجب أن يتم شرحه بوضوح للإسبان، حتى لا نتعرض إلى خطر دخول هدف زائف، مقاتلة إسبانية مثلا، لأن أي خطأ في هذا الأمر سيترتب عليه أزمة سياسية كبيرة".

ورغم أن الخطر الذي كان يشكله القذافي على الغرب، تراجع بشكل كبير بعد العقوبات التي فرضتها عليه الولايات المتحدة الأمريكية، والتي جعلته يعيش عزله دولية، إلا أن الدول الغربية متمثلة في حلف الأطلسي لم تنس له ما ارتكبه في الماضي.

واستغل الحلف، وصول رياح الربيع العربي في فبراير من سنة 2011 إلى ليبيا، وشن في مارس هجوما عبر قضف جوي مكثف استهدف مقار القوات التابعة للقذافي، وهو ما أفسح المجال لمعارضيه من أجل التقدم نحو العاصمة طرابلس.

وفي 20 أكتوبر من السنة ذاتها، لقي القذافي مصرعه بعد العثور عليه من طرف معارضين له، في مخبأ قرب مدينة سرت، مسقط رأسه.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال