يبدو أن المغرب قرر طي صفحة استدعاء السفير المغربي في الرياض، فخلال أشغال الدورة الـ14 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي احتضنها الرباط من 10 إلى 14 مارس الجاري، دافعت المملكة عن التدخل العسكري السعودي في اليمن.
وبحسب جريدة "الأخبار" اللبنانية، فقد رفض المغرب إلى جانب السعودية اقتراحا قدمه الوفد التركي بتضمين البيان الختامي فقرة تتعلق بـ"الوضع الانساني للمسلمين في اليمن" بذريعة أن الأمر لم يُطرح سابقاً على اللجنة التنفيذية.
وبحسب ذات المصدر فقد حظي المقترح التركي بدعم كل من السودان وسوريا ولبنان، وكامل المجموعة الإفريقية، فيما رفضه رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ، وأيده في ذلك رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي الذي طلب من الأمانة العامة إعداد تقرير عن "أوضاع المسلمين في اليمن وغير اليمن لمناقشته في وقت لاحق".
وبهذا الموقف يكون المالكي قد أعطى إشارات واضحة إلى استمرار الدعم المغربي للسعودية في تحركاتها العسكرية في اليمن، رغم أن المغرب لم يعد عضوا في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ 26 مارس 2015، ضد ميليشيا الحوثي الشيعية اليمنية المدعومة من قبل إيران.
وسبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، أن قال أثناء حلوله ضيفا على برنامج "بلا حدود" الذي تقدمه قناة الجزيرة، يوم 23 يناير الماضي، إن "المغرب غير مشاركته (في التحالف العربي في اليمن) انطلاقا من التطورات التي وقعت على أرض الواقع، وانطلاقا من تدبير التحالف، وانطلاقا من تقييم المغرب نفسه إلى التطورات في اليمن".
وأكد أن "المغرب قام بتقييم لمشاركته، كان هناك تطوير في شكل ومضمون المشاركة"، وأوضح أن "المغرب قام بهذا التقييم انطلاقا من التطورات على أرض الواقع، وانطلاقا من التطور في الجوانب السياسية والإنسانية للملف اليمني، وانطلاقا من كيفية التهييء للاجتماعات، وانطلاقا من قناعاته".
يذكر أنه على هامش الدورة الـ14 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، استقبل رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعبر العثماني عن ارتياحه لمستوى العلاقات التاريخية المتينة التي تربط بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية.
وأشاد العثماني بالتوجهات "السياسية للمملكة العربية السعودية بشأن عدد من القضايا"، معتبرا أن "المغرب يتقاطع في كثير من الأحيان مع المواقف التي تعبر المملكة السعودية في المحافل الدولية، ويشدد على ضرورة عدم التسامح مع التلاعب بسيادة ووحدة الشعوب والبلدان".