القائمة

interview_1

قضية الصحراء: كواليس أحدث صراع بين المغرب وجبهة البوليساريو داخل البرلمان الإفريقي

تناقلت عدة وسائل إعلامية هذا الأسبوع، أخبارا عن مشدات كلامية بين وفد المغرب من جهة وجبهة البوليساريو ومفوض مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي من جهة ثانية، في مقر البرلمان الإفريقي الواقع في ميدراند بجنوب إفريقيا.

في هذا الحوار يتحدث نور الدين قربال البرلماني عن حزب العدالة والتنمية وعضو الوفد المغربي، عن تفاصيل ماوقع في الاجتماع.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تداولت العديد من المنابر الإعلامية شريط فيديو لمشادات كلامية بين برلمانيين مغاربة وأعضاء في جبهة البوليساريو إضافة إلى مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي إسماعيل أشرقي في مقر البرلمان الإفريقي، ماذا جرى؟

طبيعي أن يقع ما وقع، أولا لأننا في جنوب إفريقيا، ونحن نعرف موقف جنوب إفريقيا من المغرب، ثانيا كان هناك حضور للبوليساريو، والجزائر، ولديهم موظفين داخل البرلمان الإفريقي.

خطابهم معروف منذ انطلاق البرلمان الإفريقي في 2004، دائما يتحدثون عن أن آخر مستعمرة في إفريقيا هي الصحراء، ونحن نحاول أن نوضح ما أمكن الرؤيا للحاضرين".

حاولنا توضيح الأمور وتقديم المزيد من التفاصيل، خصوصا وأن ممثلي البوليساريو أبلغوا الوفود الأخرى مسبقا بتدخلهم، في محاولة لكسب التعاطف معهم.

إذن تمت إثارة قضية الصحراء رغم أن قمة الاتحاد الإفريقي في نواكشوط أكدت أن النزاع لن تتم إثارته إلى داخل الترويكا التي تتكون من الرئيس الحالي والسابق والمستقبلي للاتحاد القاري...

كان هناك اجتماع خاص بموضوع اللاجئين والنازحين، من أجل تدارس الحلول الممكنة لهذه الإشكالية، وحضر اللقاء العديد من الضيوف وكان من بينهم الجزائري إسماعيل أشرقي باعتباره مندوب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وتحدث بصفة عامة حول إفريقيا، وطرح عليه أحد أفراد وفد البوليساريو سؤالا حول "آخر مستعمرة في إفريقيا، وماذا قدم الاتحاد الإفريقي لها"، وفي بداية رده تحدث أشرقي بشكل مقبول، واستحضر قرارات قمة نواكشوط، ثم أضاف أنه يأمل في أن يتمكن الصحراويون من تقرير مصيرهم، وهو ما جعلنا نطالب بحق الرد، لاكن طلبنا قوبل بالرفض من قبل رئيس الاجتماع الذي يحمل الجنسية الناميبية، آنذاك قمنا بالاحتجاج.

ماذا حدث بعد ذلك؟

بعد ذلك أخدنا الكلمة، وركزنا في مداخلتنا على النقاط التالية: الاتحاد الإفريقي قرر في قمة نواكشوط أن لا يتم تناول قضية الصحراء إلى على مستوى الترويكا الرئاسية، ثانيا المغرب عاد إلى إفريقيا من أجل التنمية والديمقراطية، ثالثا إذا كانت الصحراء مستعمر أو محتلة، فكيف وقعت المملكة اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي تشمل الصحراء، وكيف يمكنكهم تفسير إدماج الصحراء في المساعدات الأمريكية المقدمة إلى المغرب.

كنا حريصين على أن يتم أخذ المقترح المغربي لتخويل الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا فلي الحسبان، ولكن لاحظنا أنه لا توجد ترجمة فورية لتدخلنا.

وقمنا بالاحتجاج وطالبنا بمعرفة هوية المترجم، وقلنا لهم بأن هذه مؤامرة، وطالب الرئيس بحضور تقني من أجل تقديم تفسير، غير أنه لم يحضر أي تقني. وفي الأخير قدمنا رسالة، نتساءل فيها عما وقع للكاتب العام، وأخبرنا أنه سيجري تحقيقا في الموضوع، وإن تبث أن الأمر مدبر فسيتم فسخ الشراكة مع الجهة التي تسهر على الترجمة.

في الأخير غادر إسماعيل أشرقي القاعة، وكان من المنتظر أن يعود ليحضر خلال اليوم الثاني، لكنه لم يعد، ووصلتنا أخبار بأنه قال للمسؤولين أنه كان يتوقع أن لا يكون الوفد المغربي حاضرا.

كيف تقيم مشاركة الوفد المغربي؟

سلطنا الضوء على حقيقة أن الصحراويين في تندوف ليسوا لاجئين، بل معتقلون رغما عن إرادتهم فوق الأراضي الجزائرية.

كما أن البيان الختامي نص على أمر لم ينتبهوا إليه هو أن البرلمان الإفريقي يدعو إلى إحصاء جميع اللاجئين وأبنائهم، وهذه سابقة. وكان ممثل مفوضية اللاجئين حاضرا، وقال لهم إن هناك من يقيم مخيمات للاجئين ولا يتركنا ندخل للمخيمات لإجراء تعداد للسكان.

مشاركتنا تبقى إيجابية، فالكثير من النواب الأفارقة عبروا عن رغبتهم في القدوم إلى المغرب، بما فيهم أولئك المنتمون لدول معروفة بمواقفها المساندة للبوليساريو.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال