شارك وفد من جبهة البوليساريو يقوده عمر منصور الذي يتولى منصب "الوزير المنتدب المكلف بأمريكا اللاتينية والكاريبي"، داخل الجبهة الانفصالية، يوم الخميس الماضي، في مراسيم تنصيب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لفترة رئاسة ثانية.
وفي اليوم الموالي استقبل وزير الشؤون الخارجية الفنزويلي خورخي أرياثا، وفد البوليساريو، وتناول الجانبان حسب ما جاء في "وكالة أنباء" الجبهة الانفصالية، مستجدات قضية الصحراء الغربية، و"القضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الممتازة بين الجمهورية الصحراوية والجمهورية الفنزويلية وسبل تطويرها".
ويواجه الرئيس الفينزويلي الذي يعتبر من بين أكبر داعمي جبهة البوليساريو، مشاكل داخلية كبيرة، كما أنه يواجه مشاكل خارجية متزايدة، فقد اتهمته واشنطن "باغتصاب السلطة" وأعلنت باراجواي قطع العلاقات الدبلوماسية معه، كما ذكرت وزارة الخارجية في بيرو أنها استدعت القائم بالأعمال من سفارتها في فنزويلا.
فيما أعلنت حكومة البرازيل يوم السبت أنها تعترف برئيس البرلمان الفنزويلي، المعارض للرئيس نيكولاس مادورو، رئيسا شرعيا لفنزويلا.
وبحسب الدستورالفنزويلي، يتعين على الرئيس تأدية القسم أمام البرلمان، لكن هذه المؤسّسة هي الوحيدة في فنزويلا التي تسيطر عليها المعارضة، لذا تقرر أداء اليمين أمام المحكمة العليا.
الجزائر تمنع غالي
وجاء تمثيل جبهة البوليساريو في حفل التنصيب بـ"الوزير المنتدب المكلف بأمريكا اللاتينية والكاريبي"، وعدم توجه إبراهيم غالي إلى كراكاس مفاجئا، إذ تعتبر فينزويلا أهم حليف للجبهة في أمريكا اللاتينية، كما أنها كانت من بين أوائل الدول في أمريكا اللاتينية، التي اعترفت بـ"الجمهورية العربية الصحراوية"، حيث شرعت في إقامة علاقات دبلوماسية معها منذ سنة 1982.
وأكد موقع "المستقبل الصحراوي" الموالي لجبهة البوليساريو أن غالي كان ينوي التوجه إلى فنزويلا إلا أن رحلته توقفت في الجزائر، مضيفا أنه "يبدو أن نصيحة اللحظة الأخيرة من الحليف وفرت على الرئيس الصحراوي متاعب الرحلة".
وأضاف المصدر ذاته أن "مشورة الحليف (الجزائر)" أوقفت "عزم الرئيس الصحراوي البقاء على شعرة معاوية مع الزعيم الفنزويلي الذي تحاصره الأقدار السيئة من كل جانب، تدهور قيمة عملة البلد وحصار الجيران خوفا من لعنة ترامب".
الموقع ذاته شبه غالي بمادورو وقال "جاء مادورو من تحت ظل تشافيز وجاء غالي بوصية الرئيس الشهيد ولكنهما لم يجدا الأرض مثلما ورثها الزعيمين الراحلين، بالمحصلة تحول الرجلين من رجلي الضرورة لمواصلة سير الدولتين إلى عجلتي كبح أي تقدم نحو القطيعة مع أساليب الماضي".
وواصل "انقشع ظل الزعيمين الراحلين عن خليفيهما في شارع مزدحم بالهموم والمتاعب، الآن يواجه كل منهما في بلده الكثير ولكنهما يصران على التمسك بالاحتفالات لتغطية فشلهما".
غياب مغربي
وعلى غرار العديد من دول العالم، التي قررت مقاطعة تنضيب مادورو لولاية رئاسية ثانية، لم يشارك أي مسؤول مغربي في مراسيم التنصيب.
ويأتي غياب المسؤولين المغاربة، رغم وجود مؤشرات حول تقارب مغربي فنزويلي خلال الأشهر الأخيرة، حيث اجتمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، في مناسبتين بنظيره الفينزويلي خورخي أريزا.
ففي 27 شتنبر الماضي، التقى الوزيران في الولايات المتحدة الأمريكية، على هامش الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال شهر دجنبر الماضي التقى المسؤولان مجددا، وذلك على هامش المؤتمر الحكومي الدولي حول الهجرة الذي نظم بمراكش يومي 10 و11 دجنبر الجاري.
ونشر الوزير الفنزويلي آنذاك، تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها "انطلاقا من مراكش، توطيد عالم متعدد القطبية، والعلاقات الودية مع الشعوب، يلتقي جورج أريزا مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المغرب".
يذكر أنه سبق للمغرب أن قرر في سنة 2009، إغلاق سفارته في العاصمة الفنزويلية كاراكاس ونقلها إلى جمهورية الدومينيكان، وذلك بسبب ما وصفته المملكة في حينه بـ"العداء المتصاعد للسلطات الفنزويلية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، والى إجراءات التأييد التي اتخذتها حكومة هذا البلد لفائدة الجمهورية الصحراوية المزعومة ".
ومع خلافة مادورو سنة 2013 للراحل هيغو تشافيز في حكم البلاد، تدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير، ووصل الأمر إلى حد تبادل الاتهامات في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك بين سفراء البلدين.