القائمة

أخبار

الإرهاب: المغرب في مواجهة عودة عشرات المعتقلين المتطرفين الذين أنهوا مدة محكوميتهم بأوروبا

ذكرت تقارير أمنية أوروبية أن حوالي 500 جهادي من بينهم عدد كبير من المغاربة، سيخرجون من السجون الأوروبية خلال السنتين المقبلتين، مما يثير مخاوف من ارتكاب من لا زال يحمل منهم الفكر المتطرف لعمليات إرهابية سواء في أوروبا أو بلدانهم الأصلية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

ذكرت صحيفة إلموندو الإسبانية يوم الإثنين، نقلا عن تقارير سرية أوروبية، أن حوالي 500 جهادي ضمنهم عدد كبير من المغاربة، سيغادرون السجون الأوروبية، خلال السنتين المقبلتين، مشيرة إلى أن أغلبهم لا زال متشبعا بالفكر المتطرف، بل إن من بينهم من ازدادا تطرفا داخل المؤسسات السجنية.

وفي نفس الاتجاه سبق لمعهد بحثي إسباني، أن أكد خلال شهر ماي من السنة الجارية، أنه خلال الفترة الممتدة من 2013 إلى 2017، اعتقلت السلطات الإسبانية 233 جهاديا، وقتل ثمانية آخرون، وتشير الدراسة إلى أن "حوالي نصف هؤلاء المجندين الذين تم اعتقالهم، أو قتلوا في إسبانيا بين عامي 2013 و 2017، هم من جنسية مغربية"، وأضافت الدراسة أن "نسبة المغاربة بينهم تبلغ بالتحديد 46 في المائة".

وفي بداية شهر أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية عن تفكيك شبكة جهادية للتجنيد ونشر التطرف موجودة في 17 سجنا اسبانيا.

وأوضحت الوزارة في حينه أن المجموعة مؤلفة من "نحو عشرين " سجينا بعضهم لديهم سوابق جهادية والآخرون تبنوا التطرف في السجن. وقد حاولت تجنيد "وتجميع المعتقلين المسجونين بتهم الإرهاب". وتابعت الوزارة أن معظم هؤلاء السجناء مغاربة أو اسبان من أصول مغربية، وبينهم بعض الاسبان الذي "اعتنقوا" الديانة الإسلامية.

وسبق للعديد من التقارير أن حذرت خلال السنوات الأخيرة من تحول السجون الأوروبية، إلى أماكن استقطاب لدى التنظيمات المتطرفة، وخصوصا تنظيم الدولة الإسلامية.

ويخشى مراقبون من عودة تنظيم الدولة الإسلامة "داعش" إلى الظهور بقوة في سوريا، ومنها إلى دول أخرى، خصوصا بعد قرار إدارة الرئيس ترامب، سحب قواته من سوريا بشكل نهائي.

بيئة خصبة لاستقطاب الجهاديين

وفي تعليق منه على التخوف من مغادرة الجهاديين للسجون، قال سعيد لكحل، المتخصص في الجماعات الإسلامية، في تصريح لموقع يابلادي "الاستقطاب في السجون في أوروبا أكثر من المغرب، لأن غالبية الإرهابيين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية وخصوصا داعش، تم استقطابهم من داخل السجون الأوروبية".

وعن أسباب سهولة استقطاب الجماعات الإرهابية للسجناء قال لكحل "الأسباب منها ما هو نفسي، ومنها ما هو عقدي، غالبا الإرهابيون يحاولون زرع الشعور بالذنب في أوساط المعتقلين، ويفتحون لهم باب المغفرة المتمثل في الجهاد، لأن أقصر طريق للمغفرة وضمان الجنة، هو الجهاد بدلا من باقي العبادات التي يطول طريقها".

وأوضح أن المتطرفين يقنعون السجناء بأن "الجهاد والاستشهاد في سبيل الله أقرب طريق، ويقنعونهم أن من يتوفى في عملية إرهابية يدخل الجنة من دون حساب، بينما باقي المسلمين يمرون بحساب عسير قبل دخول الجنة".

وتابع قائلا "المجرومون يكونون محرومون داخل السجون من أشياء كثيرة وخاصة الجانب المتعلق بالشهوات والملذات، ويخبرونهم أن الاستشهاديين عندما يفتحون أعينهم يجدون أنفسهم في الجنة وسط آلاف الحوريات".

كما أنه يسهل استقطاب السجناء لأن الجماعات الإرهابية توفر لهم بحسب المتحدث ذاته "لأنهم يوفرون لهم المال والسلاح والسلطة، والسبايا والأموال والسلاح، والمجندون تصبح لهم قيمة ونفوذ داخل التنظيم الإرهابي".

وبخصوص عدم تغيير السجناء الذين أدينو بتهم لها علاقة بالإرهاب والتطرف لقناعاتهم بعد مغادرتهم للمؤسسات السجنية، قال لكحل "العقائد لا تتغير بسهولة، وأثبتت التجربة السعودية الطويلة في هذا المجال، أن نسبة مهمة يعودون إلى التطرف والإرهاب".

وأضاف أن هؤلاء عندما ينهون مدة محكوميتهم لا "يحظون بالمرافقة، ويعود معظمهم إلى علاقاتهم القديمة، ولا يجدون أنفسهم مندمجون في وسط مهني وحرفي. وبالتالي لا توجد ضمانات حول تراجعهم عن أفكارهم".

وتابع "الانسان ليس آلة، يخضع للحتمية، يمكن أن يكون غير متطرف ويلتقي بمجموعة معينة ويصبح متطرفا، أو أن يكون متطرفا ويزداد تطرفا، كما يمكن أن يتخلى عن تطرفه إما بالسجن أو عن طريق علاقات أخرى"

وبحسبه فإن "الخطأ الذي ترتكبه الدول هو أنها لا تستغل المتطرفين الذين تخلو عن أفكارهم، عن طريق فتح باب الإعلام العمومي لهم، من أجل الحديث عن تجاربهم، وتنبيه الشباب إلى مخاطر هذه الأفكار وسلبياتها، وحتى إلى انحراف هذه الأفكار عن القيم التي يدعو إليها الدين".

فالمتطرفون -يضيف لكحل- "لن يستمعوا إلى علماء المؤسسات الرسمية، لكنهم بالتأكيد سيستمعون إلى الأشخاص الذين مروا من التنظيمات المتطرفة وتركوها، والدولة لا تستعمل هؤلاء للتنوير".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال