قبل موعد انعقاد الطاولة المستديرة، بين المغرب وجبهة البولياسريو، بحضور الجزائر وموريتانيا، في مدينة جنيف السويسرية، بأسابيع قليلة، قال رئيس وفد جبهة البوليساريو إلى جنيف خطري أدوه، في تصريح لموقع "المستقبل الصحراوي" الموالي للطرح الانفصالي، إن هذه الجلسة ستكون مجرد بداية.
وتابع أدوه الذي كان يتحدث على هامش مشاركته في تظاهرة في العاصمة الإسبانية مدريد "للتنديد" باتفاق مدريد الذي وقع بين المغرب وإسبانيا سنة 1975 أن "ماهو متوقع هو ان تكون متبوعة (جلسة جنيف) بجلسات أخرى، وسنرى هل هناك لدى المغرب اي استعداد لتجاوز وضعية الجمود ام سيستمر في هذا الموقف السلبي".
وطالب أدوه مجلس الأمن الدولي بالضغط "على المغرب لكي لا تصل ديناميكية كوهلر الى طريق مسدود".
مشيرا إلى أن المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر "حاول اطلاق ديناميكية جديدة للحل"، وتتجلى هذه الديناميكية بحسبه في "دعوته لمفاوضات بين الطرفين دون شروط مسبقة، ومن أجل التوصل الى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وتقليص مأمورية بعثة المينورسو من سنة الى ستة أشهر".
وسبق لمحمد سيداتي، الذي يتولى منصب "وزيرمكلّف بأوروبا" في جبهة البوليساريو، أن كشف أن وفد البوليساريو إلى مفاوضات جنيف السويسرية "سيكون مشكلا من رئيس البرلمان الصحراوي خاطري ادوه وأمحمد خداد، منسق جبهة البوليساريو مع بعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية".
غالي يلتقي الحلفاء
وإلى جانب استغلال خطري أدوه لتواجده في إسبانيا من أجل بعث رسائل حول موقف جبهة البولياساريو من المائدة المستديرة التي ستعقد يوم 5 دجنبر المقبل، استغل زعيم لجبهة الانفصالية إبراهيم غالي بدوره تواجده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في الدورة الاستثنائية الحادية عشرة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي (17 و18 نونبر)، والتقى مع قادة عدد من الدول الداعمة للجبهة الانفصالية.
والتقى غالي برؤساء كل من جنوب افريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا، إضافة إلى الوزير الاول الاثيوبي، كما التقى أيضا مع رؤساء وفود نيجيريا والسيشل وانغولا.
واستعرض الرئيس غالي بحسب "وكالة أنباء" جبهة البوليساريو التطورات الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء "على صعيدي الأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي".
وذكر غالي بالقرارات التي اتخذها الاتحاد الإفريقي في قمة نواكشوط، على غرار تشكيل آلية ترويكا إفريقية لمتابعة قضية الصحراء.
وتحدث غالي عن الاتحاد الإفريقي بصفته شريكا للأمم المتحدة في إيجاد تسوية لنزاع الصحراء، رغم أن قمة نواكشوط للمنظمة القارية التي عقدت في شهر يوليوز المنصرم، كرست أسبقية مسلسل الأمم المتحدة في تدبير قضية الصحراء.
وأوضح التقرير الذي سُلم إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في حينه أن "الأمر لا يتعلق بالنسبة للاتحاد الإفريقي بتطوير مسلسل موازٍ لمسلسل الأمم المتحدة". التقرير ذاته أوضح أن المرجع الوحيد في معالجة القضية هو قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما أن القمة وجهت ضربة قاسية للبوليساريو حين أعلنت أن أجهزة الاتحاد الإفريقي الأخرى، والتي استغلتها البوليساريو وحلفاؤها من قبيل مجلس السلم والأمن، غير معنية بمعالجة هذه القضية.وجاء في توصيات القمة أنه "من أجل ضمان التناسق اللازم، فإن قضية الصحراء لا يمكن أن تُثار إلا في هذا الإطار وعلى هذا المستوى"، في إشارة إلى مؤتمر الاتحاد الإفريقي وعلى مستوى رؤساء الدول.