بعد الإجراءات الجديدة التي أعلنت عنها السلطات الجزائرية، والتي تهدف إلى الحد من النشاط التجاري للصحراويين بمخيمات تندوف، اختارت العشرات من العائلات مغادرة المخيمات باتجاه الحدود الموريتانية في محاولة للعثور على ملجأ في شمال موريتانيا، وخاصة في مدينتي الزويرات ونواديبو، حسب ما نقل موقع "أنباء.أنفو" الموريتاني.
وبحسب المصدر ذاته فقد تم تسجيل ارتفاع في وتيرة توافد الصحراويين النازحين عن مخيمات تندوف إلى شمال موريتانيا منذ مطلع الشهر الماضي وإلى اليوم .
وربط الموقع بين نزوح العائلات الصحراوية، وبين منع جبهة البوليساريو "بقرار من السلطات الجزائرية الشهر الماضي"، سيارات شحن البضائع وتلك التي تحمل صهاريج المحروقات من دخول مخيمات الصحراويين فى تيندوف بحرية.
وسبق لموقع "المستقبل الصحراوي" المقرب من الجبهة الانفصالية أن أكد أن الإجراء الجزائري الجديد يهم الشاحنات القادمة من مخيمات تندوف في طريقها الى موريتانيا، حيث نص على أن أي سيارة نقل صغيرة حصلت على الترخيص من جبهة البوليساريو وخرجت الى خارج الحدود الجزائرية لا يمكنها الدخول الا بعد اسبوع كامل، فيما الشاحنات الكبيرة عليها انتظار شهر كامل للسماح لها بدخول التراب الجزائري.
وأوضح موقع "أنباء.أنفو" الموريتاني أن السلطات الجزائرية شددت بشكل غير مسبوق إجراءات التفتيش والرقابة الأمنية على جميع السيارات والعربات صغيرة والمتوسطة قبل ان يسمح لها بالدخول إلى مخيمات الصحراويين في تيندوف أو الخروج منها.
وأكد بعض سكان المخيمات في تصريحات لموقع "أنباء.أنفو"، أن السلطات الجزائرية قامت مؤخرا "بفرض ضرائب جديدة على التجار الصحراويين الذين يتنقلون بتجارتهم بين شمال موريتانيا ( ازويرات ، بير أم كرين)ومخيمات تندوف".
وفي تصريح لموقع يابلادي قال مصدر مطلع من الصحراء طلب عدم ذكر اسمه، إن "هذه القرارات التي اتخذتها السلطات الجزائرية، تأتي في أعقاب افتتاح معبر تندوف – الزويرات" الحدودي.
وواصل حديثه قائلا "لقد أدرك الجزائريون أن فتح معبر حدودي رسمي مع موريتانيا يفيد أيضا التجار الصحراويين، الذين ضاعفوا من تحركاتهم باتجاه موريتانيا من أجل بيع المساعدات الإنسانية الموجهة أساسا إلى ساكنة مخيمات تندوف".
وواصل حديثه بالقول انه في الماضي تعاملت السلطات الجزائرية بشكل مخالف مع هذا النوع من التجارة، لكن مع افتتاح المعبر الحدودي بين الجزائر وموريتانيا، تغيرت الأمور "وزاد حجم كمية المساعدات التي يتم تحويلها إلى موريتانيا، وهي المساعدات والتي كانت تستخدم في السابق لتموين أسواق مدن جزائرية مثل بشار وتندوف. وخوفا من العواقب الاجتماعية، تحرك الجزائريون بسرعة واتخذوا تدابير جديدة ضد التجار الصحراويين".
وأوضح محدثنا أنه على عكس التشدد في السماح للصحراويين بالوصول إلى موريتانيا "يتمتع الجزائريون بالحرية في عبور الحدود بين تيندوف والزويرات".
وسبق للعديد من التجار الصحراويين أن هددوا ببناء ما أسموه مخيم "اكديم ايزيك" على الحدود الجزائرية الموريتانية، لضمان "كرامة المواطن الصحراوي الذي أضحى مضايقا".