أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية جنوب السودان، نيال دينق نيال، بحسب ما نقلت وكالة المغرب العربي لأنباء، اليوم الجمعة في مقر الأمم المتحدة أن بلاده لا تعترف بوجود "البوليساريو "، مؤكدا أن الرئيس سلفاكير ميارديت بعث رسالة في هذا الشأن الى جلالة الملك محمد السادس .
وقال رئيس الدبلوماسية في جنوب السودان، عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، بحضور المدير العام للدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري، "في هذه الرسالة ، يخبر الرئيس سلفا كير ميارديت جلالة الملك بشكل قاطع بأن جمهورية جنوب السودان لم تربطها أبدا، ولا تقيم أي علاقة مع هذا الكيان الانفصالي. نحن نحترم بشكل كامل سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية".
واضاف "نحن لا ندعم أي كيان أيا كانت تسميته، والذي يدعي وجودا منفصلا عن المغرب"، مردفا أن بلاده تؤيد التوصل إلى حل لقضية الصحراء تحت رعاية الأمم المتحدة.
كما أعرب نيال دينق نيال عن امتنان جمهورية جنوب السودان للملك محمد السادس و"لكل ما قام به جلالته" من أجل بلاده، مبرزا أن الزيارة التي قام بها العاهل المغربي لجنوب السودان شكلت في حد ذاتها "إنجازا عظيما لشعب جنوب السودان".
ونالت جمهورية جنوب السودان استقلالها يوم 09 يوليو 2011 ، بعد استفتاء لتقرير المصير والاختيار بين البقاء في السودان أو الانفصال. وكانت جبهة البوليساريو تعقد آمالا كبيرة على ولادة دولة جنوب السودان، للدفع بأطروحتها الرامية إلى الانفصال عن المغرب.
وسارعت الجبهة الانفصالية سنة 2011 إلى الاعتراف بالجمهورية الوليدة، وحضر زعيمها الراحل محمد عبد العزيز، احتفالات إعلان استقلالها في جوبا، إلى جانب عدد من قادة الدول والحكومات.
وبعد ذلك توجه "وزير خارجية" البوليساريو محمد سالم ولد السالك، إلى جوبا، ووقع مع وزير خارجية جمهورية جنوب السودان اتفاقا لربط العلاقات الدبلوماسية بينهما، غير أن الاتفاق لم يترجم على أرض الواقع.
لكن زيارة الملك محمد السادس لدولة جنوب السودان في شهر فبراير من السنة الماضية، قلبت الموازين، وخرج رئيس الجمهورية الوليدة آنذاك بتصريح قال فيه إن "قضية الصحراء مختلفة في تركيبتها وطبيعتها القانونية والسياسية عن قضية جنوب السودان"، مشيدا بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب بهدف إيجاد تسوية سياسية لهذه القضية.
وكان الملك محمد السادس ورئيس جنوب السودان قد أشرفا على التوقيع على تسع اتفاقيات، بينها اتفاقية بمساهمة المغرب في تمويل العاصمة الجديدة لهذه الدولة، بقيمة تصل إلى 5,1 مليون دولار.