في الوقت الذي تجنبت فيه الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الإشارة في بلاغها الأخير إلى حالة الاحتقان الاجتماعي التي يعيشها المغرب، نبه كل من حزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة، وحزب الأصالة والمعاصرة الذي يقود المعارضة إلى تنامي الاحتقان الاجتماعي، وانسداد الأفق أمام الشباب الذين بات الكثير منهم يلجأون إلى ركوب قوارب الموت باتجاه أوروبا.
واكتفت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في البلاغ الذي تلا اجتماعها يوم الثلاثاء إلى التنبيه لـ"خطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية" مطالبة الجهات المعنية بتكثيف الجهود وتعزيز البرامج التنموية للحد منها ومعالجة أسبابها، مع "إعمال الصرامة اللازمة لمواجهة شبكات التهريب والاتجار في البشر والمخدرات، والعمل على حفظ سلامة وأمن المواطنين والمواطنات".
بالمقابل أصدر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بعد اجتماعه يوم الثلاثاء بلاغا تطرق فيه إلى ما تشهده الساحة الاجتماعية من احتقان، مشيرا إلى أنه باتت "تبرز مظاهر الاحتجاج ضد الأوضاع المعيشية والأمنية في بعض الأقاليم، وتتزايد حركات المطالبة بحقوق اقتصادية واجتماعية مشروعة يتعين التعاطي معها بأقصى درجات الإنصات والتجاوب في إطار دولة القانون والمؤسسات".
بدوره سجل حزب الكتاب في بلاغه "بقلق كبير، التطورات السلبية والخطيرة التي تشهدها ظاهرة الهجرة غير القانونية، خاصة في شمال المملكة، وما يرافق ذلك من انفلاتات على أرض الواقع ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وما يحمله ذلك من إشارات سلبية تعبر عن ما يخالج فئات واسعة من جماهير الشباب المغربي من إحساس باليأس وفقدان الثقة في المستقبل".
واعتبر حزب التقدم والاشتراكية أن تزايد مظاهر الاحتقان على الساحة الاجتماعية "تنتعش في الأجواء السلبية التي تخيم على الوضع العام ببلادنا، حيث تتواصل الضبابية والأزمة في الحقلين السياسي والحزبي ويتعمق الإحساس بانسداد الآفاق أمام شرائح اجتماعية واسعة، في غياب مبادرات عمومية قادرة على احتواء هذا الاحتقان عبر بث نفس إصلاحي قوي في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وبحسب ذات المصدر فإن هذا الوضع "يسائل الحكومة المطالبة باتخاذ كل ما يلزم من مبادرات إصلاحية وبالمزيد من الحضور السياسي والميداني، بما يسمح بتجاوز حالة الضبابية وانسداد الآفاق والقلق من المستقبل، وبتغليب روح المسؤولية والجدية".
من جانبه تطرق المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة في اجتماعه الأسبوعي ليوم الثلاثاء، إلى "المؤشرات المقلقة للوضع السياسي والاجتماعي". هذا الوضع الذي يتميز بحسب بلاغ البام بـ"تنامي الاحتقان الاجتماعي، وانسداد أفق الإدماج الاقتصادي والاجتماعي أمام فئات من الشباب ونزوعهم المتنامي لركوب مخاطر الهجرة غير الشرعية بحثا عن تحقيق ظروف عيش كريم لم تمكنهم منه الحكومة".
كما تطرق حزب الجرار للأزمة الأخيرة بين حزبي العدالة والتنمية وحليفه في الأغلبية التجمع الوطني للأحرار، معتبرا أن ذلك عدم الانسجام بين الأحزاب المشكلة للحكومة "يعزز ما هو قائم من انعدام تفاعل الحكومة مع انتظارات وانشغالات المواطنين وراهنية قضاياهم".
من جانبه طالب حزب التقدم والاشتراكية الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية "بتغليب روح المسؤولية والجدية عوض التمادي في الممارسات العبثية المتمثلة في إصرار بعض مكونات الأغلبية على مواصلة أسلوب تبادل الاتهامات والخروج بتصريحات مجانية مجانبة للصواب تزيد من تعميق أزمة الثقة والنفور من أي عمل سياسي وفعل حزبي مسؤول ومنظم ومنتج".