فتح غياب المشير خليفة حفتر عن صدارة المشهد السياسي الليبي نتيجة أزمة صحية، الباب أمام طرفي النزاع لاستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل للنزاع المستمر في البلاد منذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وتعيش ليبيا انقساما حاد، بين شرقها ممثلا في قوات المشير خليفة حفتر الذي تدهورت حالته الصحية بشكل حاد خلال الأيام الأخيرة، ومجلس النواب المنعقد في طبرق، وبين الغرب الليبي ممثلا في حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها.
وتوجه ممثلون عن طرفي النزاع إلى المغرب منذ بداية الأسبوع الجاري من أجل بدء مفاوضات جديدة، علما أنه سبق لهما أن وقعا في 17 شتنبر من سنة 2015، اتفاقا بمدينة الصخيرات، كان من نتائجه تأسيس مجلس رئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ومجلس أعلى للدولة، إضافة إلى تمديد عهدة مجلس النواب، باعتباره الجسم التشريعي للبلاد.
وقال رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد بطبرق، عقيلة صالح، يوم أمس الإثنين خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة المغربية الرباط، إنه مستعد للقاء رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، وذلك بعد لقائه برئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي.
وأكد صالح أن "المشري أعلن منذ توليه أنه سيأتي إلينا في طبرق، ونحن نرحب به للقاء في طبرق. نحن إخوة ولا عداوة بيننا، بل هناك خلاف (فقط) من أجل مصلحة ليبيا، نحن لا نختلف عن ليبيا بل نختلف على بعض الإجراءات، وسيتم اللقاء إن شاء الله".
وتابع "التقينا رئيس مجلس النواب، وناقشنا ما يجري في ليبيا، واتفقنا على أن يكون هناك دعم لحل الأزمة الليبية".
وأعرب صالح، عن أمله في الحصول على "الدعم من الملك والحكومة والشعب المغربي الشقيق".
من جانبه قال رئيس المجلس الأعلى الليبي، خالد المشري، أمس الاثنين بالرباط، عقب لقائه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، إن دعوة المغرب لطرفي النواع تندرج في سياق البحث عن حل للأزمة الليبية، عن طريق الجمع بين وجهات نظر مختلف الأطراف.
وأضاف بحسب ما نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء "أننا لم نكن أبدا قريبين على هذا النحو من الإجماع على العديد من نقاط الخلاف" ، وزاد أن هناك اليوم "إرادة واضحة" للخروج من الأزمة الليبية.
وأكد المسؤول الليبي أن المغرب لعب دورا "نموذجيا وإيجابيا" لحل الأزمة الليبية على خلاف دول أخرى أعطت الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب ليبيا. وقال المشري إن "المغرب لعب، في هذه الأزمة التي تستمر منذ فترة طويلة، دورا نموذجيا وإيجابيا على عكس العديد من الدول الأخرى التي أعطت الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب ليبيا".