نظم سكان مدينة جرادة يوم أمس الأحد مسيرة احتجاجية شارك فيها المئات من أبناء المدينة وضواحيها، احتجاجا على "الوضع المزري" الذي يعيشون فيه منذ إغلاق شركة مفاحم المغرب أبوابها نهاية التسعينات.
وتوافد المتظاهرون من مختلف الأحياء، ومن جماعات خارج المدينة كتندرارة، وتويست وعين بني مطهر، وكذلك من مدينتي وجدة وبوعرفة، ورفعوا 43 نعشا، تعبيرا منهم عن عدد الضحايا الذين سقطوا داخل آبار الفحم منذ إغلاق شركة مفاحم المغرب.
وردد المحتجون شعارات، تطالب بالعدالة الاجتماعية، وتحقيق مطالب الساكنة -التي خرجت في عدة مسيرات احتجاجية منذ وفاة شقيقين داخل بئر للفحم نهاية شهر دجنبر الماضي-، وعلى رأسها خلق فرص للشغل، ومحاسبة المسؤولين عن تردي الأوضاع الاجتماعية بالمدينة.
الاحتجاجات ستستمر...
وفي تصريح لموقع يابلادي قال مصطفى السلواني عضو الفرع المحلي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، إنه رغم احتجاجات سكان المدينة المتواصلة، إلا أنه "لا وجود لأي حوار" مضيفا أن آخر حوار كان هو "الحوار الذي جمعنا بوزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات عزيز أخنوش قبل حوالي عشرة أيام".
وأكد السلواني للموقع أن "الحراك لم يضعف، وأنه مستمر بل وأصبح ذو بعد إقليمي"، وعن تعامل السلطات الأمنية مع الاحتجاجات المتواصلة في المدينة منذ 22 دجنبر الماضي أكد أنها "تتعامل لحد الآن بشكل عادي جدا" موضحا أنه "لا وجود لتهديدات لنشطاء الحراك، فباستثناء ما تم الترويج له الأسبوع الماضي على لسان والي لجهة من أن المسيرات لم تبق سلمية، لم تسجل أي ملاحظة أو تهديد أو تحرش بالنشطاء".
وأكد أن الاحتجاجات ستتواصل، وأنه "نهار اليوم سيجتمع النشطاء لتقييم الأسبوع النضالي الماضي، وللتفكير في صياغة برنامج نضالي آخر لأسبوعين أو أسبوع واحد". ونفى أن يكون الحراك في المدينة قد أفرز قيادة واضحة وقال "هناك نشطاء بارزين، ولكن لم تصل الأمور بعد لما كان عليه الحال في مدينة الحسيمة مثلا".
كما نفى وجود "أحزاب سياسية بارزة من داخل الحراك" مؤكدا أنه "باستثناء التحالف النقابي المشكل بين النقابات العمالية، لا وجود للأحزاب بشكل علني، رغم أن بعض المنتمين للأحزاب خصوصا اليسارية يشاركون بفعالية في المسيرات".
الحكومة في حاجة إلى بعض الوقت
وكان عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، قال أثناء مشاركته ببرنامج "ساعة للإقناع"، على قناة "ميدي1تيفي"، مساء يوم السبت الماضي إن "الحكومة تتعامل بطريقة مسؤولة وإيجابية مع مطالب جرادة، وستستمر في دعم القطاعات الاجتماعية"، وأكد أن جرادة سيكون لها برنامج تنموي، مشيرا إلى أنهتم البدء ببعض الإنجازات، ولكن هناك حاجة لبعض الوقت.
وتابع أن "ما حصل في جرادة يجب أن يتفهمه الجميع، فالإقليم أُسس أساسا على نشاط الفحم، ولما توقف إنتاج الفحم بقرار، لأن مخزونه لم يعد كافيا وكلفة ما تبقى صارت أعلى بكثير مما يمكن أنت نتصور، واليوم صار من اللازم أن نجد حلا للفئات التي كانت تشتغل في هذا النشاط".
وأضاف أنه إذا كانت الثقة مفقودة فيجب أن نسترجعها بإجراءات عملية، مبينا أن الأقاليم التي لم تستفد من عائد التنمية، يجب أن تستفيد هي الأخرى.