بعد الحسيمة، تعيش مدينة جرادة منذ يوم السبت الماضي على وقع احتجاجات شعبية، وذلك بعدما لقي شقيقان يبلغان من العمر 23 و30 عاما مصرعهما يوم الجمعة المنصرم لدى بحثهما عن الفحم الحجري في منجم مهجور، وتم انتشال جثتهما يوم السبت المنصرم.
وكانت المدينة تعيش على وقع احتجاجات غاضبة منذ حوالي عشرة أيام، للتنديد بغلاء فواتير الماء والكهرباء.
وتواصلت الاحتجاجات نهار اليوم بعد تشييع جثماني الضحيتين، وكان السكان قد منعوا يوم أمس السلطات المحلية من دفن الضحيتين في المقبرة.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال الناشط الجمعوي سعيد المنجمي "حادثة وفاة الشقيقين ليس حالة معزولة، كل سنة يموت رجلان أو ثلاثة في صمت في ظل نفس الظروف. وفي غياب البدائل الاقتصادية، يضطر الشباب الذين غالبا ماكونون من بين خريجي الجامعات إلى التنقيب في المناجم المهجورة، وهي المناجم التي يصل عمقها إلى 100 متر، حيث يستخرجون الفحم ويبيعونه لأشخاص يملكون تراخيص لبيعه".
ورغم التعزيزات الأمنية التي تم استقدامها للمدينة، إلا أن السلطات الأمنية لم تتدخل لتفريق المحتجين، ويضيف ذات المتحدث أن في الوقت الراهن "الاحتجاجات عفوية، ولا تقف خلفها قوة سياسية أو تنظيم نقابي، السكان يطالبون بمشاريع إنمائية فقط".
وعاشت مدينة جرادة عصرها الذهبي خلال الفترة الممتدة من سنة 1963 إلى غاية 2001، وهو تاريخ إغلاق مناجم الفحم بشكل نهائي، ومنذ ذلك الحين يتم استخراج الفحم بشكل سري، وفي بعض الأحيان تحت مراقبة السطات.