انعقدت يوم أمس الاثنين أشغال الدورة الاستثنائية الـ 17 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، وتدارس أعضاء المنظمة القارية مشاريع وثائق العمل للقمة الخامسة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي التي ستحتضنها الكوت ديفوار في شهر نونبر المقبل، والمتمثلة في مشروع الإعلان الختامي ومشروع المشاريع المشتركة ذات الأولوية 2018-2023.
وحرصت جنوب إفريقيا خلال الاجتماع على إظهار مساندتها لجبهة البوليساريو، وطالبت بعدم إقصائها من المشاركة في الاجتماع، ولم تكتف بذلك بل وجهت إنذارا إلى الكوت ديفوار التي ستحتضن القمة يومي 29 و 30 نونبر المقبل، وطالبتها بإرسال الدعوات إلى جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي.
وهددت جنوب إفريقيا في حال عدم توجيه الدعوة إلى الجبهة الانفصالية بنقل مكان احتضان القمة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بدل العاصمة الإيفوارية أبيدجان.
وباتت جنوب إفريقيا تلعب الدور الذي كانت تلعبه الجزائر في دعم الجبهة الانفصالية، ولا سيما على الساحة الإفريقية.
ويرجع تراجع الدور الجزائري في دعم البوليساريو، إلى عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد، ومواجهتها أيضا لأزمة اقتصادية واجتماعية نتيجة انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية.
إضافة إلى كل هذا، وضعت الجزائر خلال الآونة الأخيرة أولويات إقليمية جديدة، وركزت بالخصوص على منطقة الساحل التي بدأت تفقد نفوذها فيها بشكل متزايد.
وسبق لجنوب إفريقيا التي أخذت مبادرة دعم البوليساريو من الجزائر، أن نجحت في فرض زعيم الجبهة الانفصالية ابراهيم غالي ضيف شرف خلال اجتماع للبرلمان الإفريقي الأسبوع الماضي.
لكن سعي بريتوريا لضمان مقعد للبوليساريو في قمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي سيصدم بموقف فرنسا الذي أعلن عنه يوم الاثنين 10 أكتوبر الجاري وزير الشؤون الخارجية جون ايف لو دريان في العاصمة الرباط، حيث قال "نريد حلا توافقيا و الدول ذات السيادة فقط هي التي ستشارك في اجتماع الشراكة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي"، ما يعني ضمنيا عدم مشاركة جبهة البوليساريو في الاجتماع.
ومنذ انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، أصبحت القمم الدولية الكبرى التي تشارك فيها المنظمة القارية، ساحة حرب دبلوماسية بين المغرب من جهة، وبين البوليساريو الدول المؤيدة لها من جهة ثانية. وكان آخر مثال على ذلك وجود وفد البوليساريو في المؤتمر الدولي لطوكيو حول تنمية إفريقيا (تيكاد)، الذي احتضنته العاصمة الموزمبيقية مابوتو، والذي شهد خلافات حادة بين المغرب من جهة وجبهة البوليساريو والدولة المنظمة من جهة ثانية.
وللتذكير فقد نجح المغرب في إبعاد جبهة البوليساريو عن قمة الهند-إفريقيا التي التأمت في العاصمة الهندية نيودلهي، على الرغم من الضغوط التي مارستها بعض البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي.
وبخصوص القمم السابقة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، فقد نجح المغرب في إبعاد جبهة البوليساريو، بدءا من القمة الأولى التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة في شهر أبريل من سنة 2000.