نشر المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، مؤخرا تقريره الثالث المتعلق بصورة المغرب لدى مواطني دول مجموعة الثمانية و 14 دولة متقدمة أو ناشئة، موضحا أن المملكة حصلت في سنة 2017 على 59,3 نقطة على مستوى مقياس يتكون من 0 إلى 100، خولت لها التمركز في الرتبة 35 من بين 71 دولة شملتها الدراسة.
ويهدف التقرير إلى دراسة نقط القوة وأوجه القصور من حيث السمعة الخارجية والداخلية للمملكة، واعترف واضعو التقرير أن سمعة كل بلد يصعب قياسها، غير أنهم أكدوا على أهميتها وقيمتها الاقتصادية، حيث تؤثر السمعة في جملة من الأمور منها حركية الصادرات وجاذبية الاستثمار وتدفقات السياح، كما تؤثر ايضا على السياسة الخارجية للبلاد ووضعها داخل المجتمع الدولي.
ويستند تصنيف الدول حسب سمعتها إلى 17 سمة يمكن تصنيفها حسب ثلاث مكونات، وهي جودة العيش، وجودت المؤسسات ومستوى التنمية.
وأكدت نتائج نسخة 2017 من هذه الدراسة، أن المغرب يتمتع بسمعة عالية مقارنة مع المتوسط العالمي ـ أي السمعة المتوسطة ل 71 دولة المدرجة في هذه الدراسة ـ في كل من روسيا والولايات المتحدة، فيما سمعته متوسطة في كندا والمملكة المتحدة، في حين أن سمعة المغرب تصل إلى مستوى منخفض في ألمانيا.
وبحسب الدراسة فإن التقييمات الإيجابية لسمعة المغرب الخارجية هي تلك التي لها صلة بجودة العيش ( مناخ طبيعي جيد، ساكنة تتميز بحفاوة الترحاب، ووفرة وسائل الترفيه وأسلوب عيش كريم)، وبجودة المؤسسات، خصوصا، الأمن والاستعمال الناجع للموارد الطبيعية، في حين أن السمات المكونة لمستوى التنمية حصلت على تقييمات أقل إيجابية، خاصة تلك المتعلقة بالنظام التعليمي وبالتكنولوجيا والابتكار.
وتشير الدراسة إلى أنه، يستمر النظر إلى المغرب على كونه بلدا مؤهلا للسياحة، لحضور المؤتمرات والندوات أو لشراء منتجاته وخدماته، في حين أنه لا يتم التعبير عن هذه الرغبة بنفس الحدة عندما يتعلق الأمر بالدراسة في المملكة.
وأظهرت المقارنة، خلال الفترة الممتدة ما بين 2015 و2017 ، أن سمعته الداخلية تتجاوز، تقريبا، بعشر نقاط مؤشر سمعته الخارجية، إذ أن المغاربة يعتبرون أكثر من الأجانب أنهم يعيشون في بلد يسوده الأمن، حيث الساكنة تتميز بالود وحفاوة الترحاب، وكذا المناخ الطبيعي الجيد، وأن المغرب بلد محترم على الصعيد الدولي ويتوفر على تراث ثقافي غني ومتنوع.
وبالمقابل، خلص التقرير إلى أن سمعة المغرب الداخلية أقل إيجابية مقارنة مع سمعته الخارجية حين يتعلق الأمر بالنظام التعليمي، وبطريقة استعمال الموارد الطبيعية، وبالتكنولوجيا والابتكار، وبالمناخ السياسي والمؤسساتي، وبالأخلاق والشفافية والرفاه الاجتماعي.
وأظهرت النتائج المتعلقة بسمعة المغرب لسنة 2017، في 14 دولة المختارة من طرف المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، أن المغرب يتمتع بسمعة أعلى في المكسيك والهند والصين، وتفوق سمعته في هذه الدول سمعة تركيا وجنوب إفريقيا والمكسيك، في حين أنها تماثل سمعة الشيلي، فيما تحظى المملكة بسمعة أقل إيجابية في البرازيل وتركيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والشيلي وهولندا وإسبانيا وكينيا وجنوب إفريقيا والسويد ونيجيريا.
وخلال سنة 2017 سجلت الدراسة أن سمعة المغرب عرفت تحسنا في كل من فرنسا ونيجيريا والصين وألمانيا، في الوقت الذي سجلت فيه تراجعا في كل من تركيا والشيلي والهند وبلجيكا.