حراك الريف يصل إلى البرلمان الإسباني وحكومة مدريد تطالب بتغليب لغة الحوار

وجد الحراك الذي تشهده منطقة الريف منذ أشهر صداه في البرلمان الإسباني، فخلال جلسة خاصة بلجنة العلاقات الخارجية يوم الأربعاء الماضي، وجهت أحزاب يسارية ممثلة في حزب بوديموس وحزب اليسار الجمهوري الكتالاني، والحزب الاشتراكي العمالي أسئلة إلى الحكومة الإسبانية حول الحراك الشعبي الذي تشهده منطقة الريف، ورد نائب وزير الخارجية إلدلفونسو كاسترو أن الحكومة الاسبانية "تتابع الوضع بعناية" بسبب القرب الجغرافي للمنطقة من إسبانيا، بحسب ما نقلت وكالة "يوروبا بريس".

وشدد الرجل الثاني في الدبلوماسية الإسبانية على أن الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الريف تهم أساسا "مطالب اقتصادية واجتماعية" مضيفا أن الحكومة المغربية "تبدل مجهودات من أجل التوصل إلى حلول"، ودعا "الجميع وخاصة الحكومة المغربية إلى الحوار واحترام القانون تماشيا مع دولة الحق والقانون".

وتابع كاسترو أنه "على الرغم من بعض المشاكل الداخلية" فإن المغرب "لا يزال نموذجا للاستقرار في المنطقة. حيث "حققت المملكة تقدما في العديد من القضايا"، مضيفا أنه خلال فترة الربيع العربي أقدمت المملكة على تغيير دستورها.

دين تاريخي                                        

وتحدث النائب البرلماني من الحزب الجمهوري الكتالاني خوان ترادا، خلال رده على نائب وزير الخارجية الإسباني عن مسألة "الدين التاريخي" لاسبانيا اتجاه المنطقة، مذكرا بضرب بلاده لمنطقة الريف بالأسلحة الكيميائية بعد هزيمة معركة أنوال (1921)، وعبر عن أسفه لكون إسبانيا لم تقم بجبر ضرر الضحايا لحد الآن.

وتابع أن منطقة الريف عانت من التهميش الذي طالها من قبل الحكومة المغربية، مذكرا بأحداث 1958 و1984 و1987 و2011.

وتحدث النائب البرلماني عن الحزب الاشتراكي العمالي، أجناسيو سانشيز عمر، عن قلقه إزاء بعض التقارير التي توردها بعض وسائل الإعلام المغربية والتي تتهم إسبانيا بالتورط في محاولة زعزعة استقرار المغرب، معربا عن قلقه من مثل هذه التقارير التي قد تتسبب في خلق حالة من "التوتر مع الجارة الجنوبية".

ومن جانبها انتهزت النائبة أنخيلا بايستير عن حزب بوديموس، الفرصة مؤكدة أن حزبها جاء نتيجة حركة اجتماعية واقتصادية، شبيهة بما يجري الآن في الريف المغربي.

الحديث عن حراك الريف داخل أروقة البرلمان الإسباني، جاء نتيجة للضغوط التي تمارسها التنسيقيات الأوروبية للتضامن مع حراك الريف، وبالإضافة إلى إسبانيا راسل برلماني هولندي يساري وزير خارجية لبلاده لمسائلته حول ما يجري في منطقة الريف.