بعد الجدل الذي أثاره ترشيح ليلي عيشي للانتخابات التشريعية الفرنسية عن الدائرة التاسعة لفرنسيي الخارج والتي تضم 16 دولة بينها المغرب والجزائر وتونس، إثر اتهامها باتخاذ مواقف معادية للمغرب من خلال تبني أطروحة جبهة البوليساريو، خرجت مرشحة حركة "الجمهورية إلى الأمام" عن صمتها في بيان نشرته على حسابها في تويتر وقالت إن موقفها من نزاع الصحراء الغربية هو موقف فرنسا والأمم المتحدة، وأعربت عن تقديرها للمغرب وللملك محمد السادس.
وقالت عيشي في بيانها إنها لم تتحدث إطلاقا بكلمات غير مناسبة عن المغرب أو شعبه أو ملكه، وأكدت أنها لم تشكك أبدا في سيادة المملكة المغربية ووحدة أراضيها ووصفتها بالبلد العريق المتميز بتاريخه وحضارته.
وبخصوص قضية الصحراء الغربية قالت إن موقفها هو نفس موقف الدولة الفرنسية، وأنها تدعم بقوة المساعي الرامية إلى إيجاد حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين تحت رعاية الأمم المتحدة.
وختمت السياسية الفرنسية بيانها بالقول إنها ستركز على حملتها الانتخابية، وأنها ستكون سعيدة بلقاء المواطنين المغاربة داخل الأراضي المغربية.
Réponse aux attaques infondées. Ma position sur le SAR OCC est celle de la France et de l'ONU. pic.twitter.com/1UZ5rCqESO
— Leila AICHI (@LeilaAichi) 16 mai 2017
لكن البيان لم ينجح في تهدئة غضب المغاربة، الذين سارع العديد منهم إلى التعبير عن عدم رضاهم عن مواقفها السابقة، ونشر بعضهم في تعليقات على بيانها شريط فيديو تظهر فيه ليلي عيشي التي تعود أصولها إلى الجزائر وهي تتحدث عن أن الصحراء الغربية "تمثل آخر صراع استعماري في العالم".
وسبق لحركة "الجمهورية إلى الأمام" التي يقودها الرئيس الفرنسي المنتخب حديثا إيمانويل ماكرون أن أعلنت يوم السبت الماضي عن اختيار ليلى عيشي للمنافسة في الانتخابات التشريعية، برسم الدائرة الانتخابية التاسعة خارج فرنسا والتي تضم 107788 ناخبا منهم 32 في المائة يعيشون في المملكة المغربية، وتأتي الجزائر في المرتبة الثانية بـ21 في المائة، تليها تونس بـ15 في المائة، ثم السنغال بـ13 في المائة، ودولة الكوت ديفوار بـ10 في المائة.
وكان أنصار إيمانويل ماكرون في المغرب قد أعلنوا عن رفضهم لترشيح ليلى عيشي للانتخابات التشريعية، ونقلت مجلة "جون أفريك" عن حمزة الهراوي، مندوب حركة "الجمهورية إلى الأمام" في المغرب قوله "لقد قررنا تعليق الحملة الانتخابية، في انتظار توضيح عيشي موقفها بشأن قضية الصحراء".
وتابع حمزة الهراوي أن "اختيار ليلى عيشي لتمثيل الفرنسيين الذي يعيشون خارج البلاد، أدى إلى وضعية معقدة بعض الشيء، وحد من الشعبية التي حققتها حركة إلى الأمام في المملكة المغربية وإفريقيا".
يذكر أن ترشيح عيشي المثير للجدل، جاء نتيجة صفقة سياسية بين الرئيس الفرنسي المنتخب حديثا إيمانويل ماكرون وحليفه فرانسوا بايرو، بعدما اتفاق على تقديم لائحة مشتركة للانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجرى في 11 يونيو.