على بعد اسبوعين من اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا حول الصحراء الغربية، اختارت جبهة البوليساريو التصعيد، فقد أفاد مصدر مطلع لموقع يابلادي بأن "الجبهة هددت بمهاجمة عناصر بعثة المينورسو المتواجدين في المناطق المحررة"، علما أن جبهة البوليساريو تطلق اسم "المناطق المحررة" على المنطقة العازلة الواقعة خلف الجدار الرملي.
ويمكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى منع ضباط بعثة المينورسو المنتشرين في المنطقة، من الاستمرار في مراقبة احترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين المغرب البوليساريو في 26 دجنبر من سنة 1991.
وبحسب مصدرنا فقد تم إبلاغ بعثة الأمم بالتهديدات من "قبل امحمد خداد منسق الجبهة الانفصالية مع بعثة الأمم المتحدة في الصحراء".
الأمم المتحدة تتجنب التصعيد
تحاول الأمم المتحدة أن تتجنب صب الزيت على النار، ففي الوقت الذي لم تنف فيه تهديدات البوليساريو لعناصر بعثتها في المنطقة، اختارت الرد بلغة دبلوماسية، فبحسب مصدرنا فقد "اعترف المتحدث باسم الأمين العام الأممي ستيفان دوجاريك ضمنيا بوجود تهديدات لقوات حفظ السلام العاملة في الصحراء، ورد بلغة دبلوماسية على سؤال في الموضوع من صحافي مصري، ودعا إلى ضمان حرية تنقل عناصر المينورسو في الصحراء".
هذا التصعيد من قبل جبهة البوليساريو يأتي بعد ثلاثة أيام فقط من قرار المغرب قبول عودة 17 عنصرا من المكون المدني والسياسي لبعثة المينورسو، كما أنه يأتي بعد الانسحاب أحادي الجانب للجيش المغربي من منطقة الكركرات، وهو القرار الذي أمر به الملك محمد السادس بعد مكالمة هاتفية مع الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس.
وقد يكون هذا التصعيد الجديد من جبهة البوليساريو بمثابة ردة فعل على مضمون تقرير الأمين العام الأممي حول الصحراء، وكذا على قرار غوتيريس تعيين الرئيس السابق لألمانيا هورست كولر كمبعوث شخصي له إلى الصحراء خلفا للأمريكي كريستوفر روس.