القائمة

أخبار

دراسة: ما يقع بين المغرب والجزائر نسخة مغاربية من "الحرب الباردة"

قبل أيام قليلة من حلول الذكرى 41 للمسيرة الخضراء، سلطت دراسة موقعة من قبل الباحث الفرنسي رافائيل لوفيفر العضو في مركز "كارنيغي" للابحاث في الشرق الاوسط الذي يتخذ من بيروت مقرا له، الضوء على العلاقات المغربية الجزائرية، حيث رأت أن الخلافات بين البلدين ترقى إلى "حرب باردة".

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

قالت دراسة نشرت هذا الشهر موقعة من قبل الفرنسي رافائيل لوفيفر الباحث في العلاقات الدولية بجامعة كامبريدج والعضو في مركز "كارنيغي" للابحاث في الشرق الاوسط، إن العلاقات المغربية الجزائرية لا زالت تعيش زمن "الحرب الباردة".

وقارنت الدراسة التي عنونت بـ" المغرب والجزائر والحرب الباردة في المنطقة المغاربية" الوضع الحالي بين المغرب والجزائر، بالعلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية في ستينيات القرن الماضي، ابان تولي جمال عبد الناصر حكم بلاد الفراعنة، حيث تفجر آنذاك سباق للزعامة في المنطقة ما لبث أن تحول إلى حرب عسكرية على أرض بلد ثالث هو اليمن، غير أن هذا التوتر سرعان ما تم احتواءه بعد وفاة عبد الناصر من قبل خلفه أنور السادات الذي تقرب كثيرا من السعودية، وهو ما سار عليه محمد حسني مبارك بعده.

لكن في شمال إفريقيا ترى الدراسة أنه منذ وفاة الرئيس الجزائري هواري بومدين سنة 1978 لم يتغير أي شيء، وبقي الخلاف الجزائري المغربي قائما، حيث لجأت الجزائر إلى دعم جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب.

وعزى رافائيل لوفيفر استمرار تدهور العلاقات بين البلدين الجارين إلى "سباق الزعامة" في شمال إفريقيا بين "الملكية الوطنية" في المغرب و "مجموعة ثورية سياسية وضباط عسكريين" في الجزائر، مشيرا إلى أن حرب الرمال التي اندلعت بين الجانبين سنة 1963 كانت الحدث الأول في هذا النزاع ، ليأتي بعد ذلك بحسبه نزاع الصحراء في سنة 1975.

واستبعد لوفيفر إمكانية نشوب مواجهة مسلحة جديدة بين البلدين، لأن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بحسبه لا يريدان حربا على بعد بضع كيلوميترات فقط من جنوب أوروبا، لتخوفهم مما قد يلي ذلك من تدفق للاجئين، وبروز جماعات إرهابية في المنطقة على غرار ما يحدث في ليبيا، مشيرا إلى أن القوى الغربية تعمل على الحفاظ على الوضع القائم بين البلدين على المستوى العسكري.

فيما يتم السماح للدولتين بالتنافس في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية، حيث تشير الدراسة إلى لجوء المغرب إلى تنظيم المؤتمرات الدولية في منطقة الصحراء، كمنتدى كرانس مونتانا الذي نظم في مدينة الداخلة، وأشارت الدراسة أيضا إلى إطلاق المغرب خطة طموحة بـ1.5 مليار أورو لتنمية إقليم الصحراء، من جانبها تواصل الجزائر حسب ذات المصدر ضخ المليارات من الدولارات لتعزيز دبلوماسية البوليساريو والحفاظ على تمثيلياتها في القارات الخمس، ناهيك عن تمويل العديد من الاجتماعات الدولية نيابة عن الجبهة الانفصالية.

وخلصت الدراسة، إلى أنه إذا كانت الحرب الباردة قد انتهت بعد سقوط جدار برلين سنة 1989، فإن المغرب العربي لا يزال يحتفظ ببعض مظاهرها.