أبدى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية، تفهمه لحالة الغضب التي عبر عنها المغاربية من خلال مسيرات ووقفات في العديد من المدن، بعد مقتل بائع سمك في الحسيمة طحنا في شاحنة للنفايات، ورفعهم شعارات تتهم السياسات القمعية والمتعنتة التي تنهجها الدولة في الحادث.
وقال: "هذا هو المزاج العام حين تكون هناك حادثة مؤلمة مثل التي وقعت… المزاج العام لا يميز في اللحظات الأولى بين ما إذا كان المسؤول عن القضية هو شخص بعينه أو إدارة محددة أو شيء من هذا القبيل… ويوجه اللوم للمسؤولين عموما في كل موقع".
وأقر بنكيران بوجود اختلالات في الإدارة المغربية وقال "الاختلالات التي تعرفها الإدارة المغربية شيء معروف للجميع… وجلالة الملك محمد السادس تحدث عنها في خطابه أمام البرلمان … ربما يمكننا القول إنها كانت التوصية الأساسية والأولى من قبل جلالته للحكومة المقبلة لتكون تلك المهمة على رأس أولوياتها".
وشدد على أن "الاحتجاجات جاءت في النطاق الطبيعي وليست شيئا مستغربا، وهناك تفهم لأسبابها، والحمد لله أن هذه الاحتجاجات كلها مرت حتى الآن في إطار مسؤول ومحافظ على الأمن والاستقرار".
ورد بنكيران على اتهامه بلزوم الصمت إزاء هذه القضية بالقول "لا لا لست صامتا عن القضية… فالملك أصدر أوامره ونحن ننفذ … ومن بداية القضية صدر بحقها توجيهات ملكية، وحينما يعطي جلالة الملك توجيهات مباشرة في إحدى القضايا، تعتبر الحكومة أن جلالة الملك قد قام بالواجب وأنه لا يوجد سبيل بعد ذلك لكي تدخل هي بشكل وبصفة مستقلة، لأن الملك قد أعطى بالفعل توجيهاته"
وتساءل قائلا "لمن أعطى جلالة الملك توجيهاته؟ … هو أعطى توجيهاته لكل من وزير الداخلية ووزير العدل وهما عضوان بالحكومة، إذن الأمور محسومة … الأوامر الملكية صدرت لوزير الداخلية، والأخير تعهد بأن النتائج سوف تعلن وكل من يستحق العقاب سيعاقب طبقا للقانون … وهذا الأمر على هذا النحو ليس محلا للنقاش".
وكان بنكيران قد أصدر توجيها إلى أعضاء حزبه والمتعاطفين معه، يدعوهم فيه إلى عدم الاستجابة لدعوات التظاهر التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجا على مقتل محسن فكري.
وعن الأوامر الملكية بالتحقيق في القضية أكد بنكيران أن "الملك في المغرب هو رئيس الدولة وهو رئيس الإدارة و رئيس الحكومة… وأنا مجرد عضو في مجلسه الوزاري… ربما يصعب على البعض خارج المغرب تفهم ذلك، ولكن الملك هنا ببلادنا، بالإضافة لوضعه القانوني ومكانته الدينية، له مكانة كبيرة راسخة في عقول وقلوب الجميع وليس فقط في القوانين والدساتير، وحين يقوم بشيء أو يقول شيئا في قضية ما فهذا يعني أن هذه القضية قد حُسمت والذي يكون علينا بالحكومة هو التنفيذ فقط".
وعن عدم تقديمه لواجب العزاء لأسرة الراحل محسن فكري قال "أرسلت ثلاثة وزراء سابقين للتعزية في وفاة هذا الشاب الذي هو من أسرة تنتمي لحزبنا العدالة والتنمية… وصحيح أني لم أتحرك شخصيا لظروف خاصة بي، ولكني أرسلت الوزراء فضلا عن رئيس المجلس الجماعي لتطوان… ذهبوا جميعا كي يعزوا في وفاة هذا الشاب…وأرفض أن يوجه أحد اللوم لي ويقول لماذا لم أذهب بنفسي، فأنا قمت بالواجب لأنه واجب، وليس لإعلان موقف أمام الرأي العام، فهذا أمر غير مقبول".
وأعرب بنكيران عن أسفه لمحاولة البعض إضفاء صيغة التمييز العرقي للقضية وقال "هذا مع الأسف الشديد لا يتوقف، وكلما كان هناك حادث كرر البعض شعارات لها مثل هذا النفس الانفصالي، ولكن هذا ليس توجها عاما… فقط بعض الأشخاص الذين ينتمون لحركات متطرفة يريدون أن يجعلوا الأمازيغية قضية تفرقة… وهناك إجماع في المغرب على أن قضية الأمازيغية لا تتعلق فقط بالأمازيغ أو أهل الريف، بل هي قضية وموضوع وطني يتفق حوله جميع المغاربة… والدستور المغربي نص على أن الأمازيغية لغة رسمية بالبلاد".