شرعت القوات المسلحة الملكية منذ أيام في تطهير المنطقة العازلة المتاخمة للحدود المغربية الموريتانية والمعروفة باسم "قندهار" والمشهورة بتجارة المخدرات، وأسفرت العملية بحسب مصدر من مدينة الداخلة عن "حجز مئات المركبات واعقال عدد من المشتبه في انتمائهم لجبهة البوليساريو".
وتتزامن هذه العملية مع توتر في العلاقات الموريانية المغربية، وفي إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت القوات المغربية ستتوجه إلى منطقة الكويرة، قال مصدرنا "من الصعب في الوقت الحالي إعطاء إجابة دقيقة حول هذا الموضوع" وأضاف "أن هناك إكراهات جيوسترايجية وقيود دولية، وهنا أود أن أشير إلى العلاقات مع الأمم المتحدة...".
جبهة البوليسارية تطالب بتدخل الأمم المتحدة
راسل زعيم جبهة البوليساريو الجديد ابراهيم غالي الأمين العام الأممي بان كي مون، وحذر في رسالته من "تفاقم الأوضاع في الصحراء الغربية إلى ما لايحمد عقباه"، وطالب "الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لاتخاذ الإجراءات العقابية الفورية أمام حشد القوات المغربية في الصحراء الغربية بشكل متكرر في تجاوز الجدار العسكري المغربي، وذلك في منطقة الكركرات".
ووصف زعيم جبهة البوليساريو ما أقدم عليه المغرب بالقرار "الاستفزازي والتصعيدي"، الذي يستدعي "ضرورة التحرك العاجل من الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات العقابية الفورية، والحيلولة دون تفاقم الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه، ووضع حد عاجل لمثل هذه السلوكات التي تمس في العمق من مصداقية مجلس الأمن الدولي، وتهدد بشكل جدي بنسف جهود التسوية".
وأضاف غالي "أن المسألة في غاية الخطورة، خاصة أن البعثة لم تستكمل عودة مكونها...مع توقف غير مبرر للمسار السياسي، إضافة إلى الحملات الإعلامية المغربية الحافلة بالمغالطات والهادفة إلى خلق البلبلة والغموض والاحتقان".
وطالبت جبهة البولبساريو "بتواجد ميداني ملموس ودائم لبعثة المينورسو للقيام بدورها في منع هكذا ممارسات فوق منطقة مسؤوليتها، خاصة وأن هذا الخرق الجديد يكشف عن نوايا مغربية مبيتة، بما فيها محاولة تغيير المعطيات القائمة على الأرض، وهو ما يرشح المنطقة للدخول في مرحلة غير مسبوقة من التوتر واللا استقرار".
من جهة أخرى قامت جبهة البوليساريو باسدعاء الدكتور يوسف جديان، رئيس مكتب بعثة الأمم المتحدة (المينورسو)، في تيندوف،لإبلاغه باحتجاجها القوي على ما وصفته بـ"الخرق المغربي السافر، الخطير وغير المسبوق لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، المبرم بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، تحت رعاية الأمم المتحدة".