بدا عمار سعداني هادئا خلال استضافته في برنامج "قضية ونقاش" الذي بثته قناة النهار الجزائرية، وقال "أنا شخصيا أقول بأن التصعيد ليس في صالح المغرب ولا الجزائر" وأضاف "وقضية الصحراء الغربية عندي فيها ما أقول ولابد أن نصارح فيها الشعب الجزائري...ولابد سيأتي يوم وسأتكلم فيها".
وقاطعه مقدم البرنامج قائلا "من الأفضل أن تتكلم اليوم" ليرد عليه بلقول "ليس اليوم سيأتي يوم وأتحدث فيه ومصلحة الجزائر أولا".
وعندما سأله الصحافي إن كان يتحفظ على الخوض في ملف الصحراء قال "لا أتحفظ لا أريد أن أصنع مشكل، أنا عندي رأي والقضية من 1975 لم تجد طريقها للحل...هذا الموضوع لو تكلمت فيه سيخرج الشعب إلى الشارع".
وعن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة المسيرة الخضراء قال سعداني لابد من مراجعة الحسابات بخصوص العلاقة مع المغرب، دون أن يقدم توضيحات أكثر.
تصريحات عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الذي ظل يحكم الجزائر منذ الاستقلال، تحمل إشارات سياسية للداخل قبل الخارج، وتؤشر على تغير في سياسة الجزائر فيما يخص قضية الصحراء. يذكر أن سعداني كان أول من هاجم رئيس المخابرات الجزائرية السابق، الفريق محمد مدين المعروف بـ"الجنرال توفيق" والذي كان يعتبر من بين أقوى رجالات النظام الجزائري، وطالبه بالاستقالة واتهمه بـ "التقصير" في مهام حماية البلد والتدخل في كل مفاصل الدولة.
وبعد أشهر من ذلك تفاجأ الجزائريون ببيان للرئيس الجزائري، وضع فيه حدا للجنرال توفيق الرجل الذي يعتبره كثيرون الأقوى في البلاد، وأحاله على التعاقد.
البوليساريو: سعداني تجاوز الخطوط الحمراء
تصريحات سعداني لم تمر بردا وسلاما على جبهة البوليساريو، التي تعتبر ومنذ عقود الجزائر حليفها الأول وداعمها الأساسي، حيث استنكر القيادي في الجبهة التاقي مولاي ابراهيم، المواقف التي عبر عنها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وقال إن هذه التصريحات تجاوزت الخطوط الحمراء، مضيفا "وكأن موقف الجزائر محل شك وجدل في داخل جبهة التحرير الوطني التي تعتبر اكبر قوة سياسية داعمة للبوليساريو".
ودعا القيادي في الجبهة الانفصالية الرئيس الجزائري بوتفليقة الى اتخاذ "إجراءات صارمة في حق سعداني الذي بدأ يهدم المكاسب التاريخية والانية للافلان من خلال خرجاته التي لا تمت لادبيات وسياسات وقرارات الحزب بصلة" بحسب تعبيره. وأضاف أنه يثق في الرئيس الجزائري "في سبيل محو الاثار السلبية التي خلفتها تصريحات سعداني على نفسية الشعب الصحراوي قيادة وشعبا".