وحسب جريدة المساء التي خصصت صفحة كاملة للحديث عنه في عددها لنهار الغد فأول من شاهد التمساح كان أحد العاملين بناد على ضفة نهر أبي رقراق والذي لم يصدق نفسه، واعتقد أن الأمر يتعلق بقطعة خشب تطفو على الماء، لكن الخشب ليس لديه ذيل يحركه، ورأس طويل به حراشف، لذا ضغط على عينيه مجددا، قبل أن يتأكد أن الأمر يتعلق بتمساح مثل الذي تعود المغاربة على مشاهدته في قناة "ناشيونال جيوغرافيك"، لكن الفرق هنا هو أنه يسبح بهدوء بين الرباط وسلا، وهو الأمر نفسه الذي وقع لعدد من مرتادي منشآت سياحية تقع بالقرب من النهر، ممن استعرض التمساح أمامهم مهارته في السباحة قبل أن يغادر مجددا ويختفي.
هذه المعاينات لم يتم التعامل معها بجدية في أيامها الأولى، لكن وبعد توالي الشهود اتخذ الأمر طابع الرسمية، خاصة مع مراسلة لمندوبية وزارة الصيد البحري موجهة لعدد من الجهات تشير إلى رصد تمساح بالمنطقة، وتطالب فيها بالبحث عن هذا المخلوق المرعب حيث تم استدعاء الدرك البحري والوقاية المدنية مع دعمهم من طرف عناصر أمنية وتزويدهم بزودياك بمحرك سريع، وقاربين مخصصين لاستكشاف المنطقة أملا في العثور على هذا الضيف الشبح.
ولم تسفر عملية التمشيط لحد الآن عن أي نتيجة، بعد مرور حوالي شهر، حيث أكد مسؤول أن الأمر ليس بالخطورة التي توجب إعلان حظر المنطقة.مع منع السباحة أو الاقتراب من الوادي.
وأضاف أن حجم التمساح ليس بالضخامة التي تخلق خطرا بالغا، قبل أن يردف بأن هذا لا يمنع من أخذ الحيطة والحذر ما دام الأمر يتعلق بمخلوق مفترس قادر على إلحاق الأدى بالإنسان.
وقال بأنه يجهل إلى الآن طبيعة الفرائس التي يقتات عليها التمساح، فرغم تمكنه من التهام بعض ما وضع له من مأكولات أملا في اصطياده، فإن المرجح هو لجؤوه إلى المياه الضحلة بالقرب من الولجة وعكراش حيث يمكنه الحصول على بعض الفرائس كالطيور والجرذان.
وأضافت المساء أن مصير التمساح وأيام حريته معدودة مادامت عمليات البحث حددت مهمتها في العثور عليه، وبالتالي إدا أفضت عمليات البحث إلى وفاته بشكل غير مقصود فإن ذلك يدخل ضمن السيناريوهات التي وضعت للعملية، أما في حالة العثور عليه حيا سيسلم لحديقة الحيوانات للبحث في توفير إقامة له هناك، وهو الأمر الذي لن يكون سهلا فإذا لم يكن من نفس الفصيلة الموجودة بالحديقة سيكون هناك رد فعل عدواني من باقي التماسيح التي ستجد نفسها مضطرة لاقتسام بيتها معه.