وأرجعت الوثائق حسب نفس المصدر تغير الموقف البريطاني إلى قيام المغرب بالإخلال باتفاق سري وقع بين لندن والرباط مفاده ضرورة تحرك المغرب في ملف سبتة ومليلية المحتلتين كلما طرحت مدريد ملف استعادة صخرة جبل طارق.
وكانت وثيقة للخارجية البريطانية نشرتها جريدة ذي تيلغراف خلال يناير الماضي أفادت بأن ملك اسبانيا خوان كارلوس أخبر السفير البريطاني في مدريد ريتشارد بيرسون في بداية الثمانينات تجميد ملف المطالبة بصخرة جبل طارق خوفا من ضغط المغرب في ملف سبتة ومليلية المحتلتين.
كما أن بريطانيا كانت دائما من بين المتحفظين على إدماج سبتة ومليلية في الفضاء الأوروبي، معللة ذلك باعتبارهما مستعمرتين وقد يتسبب ذلك في توتر مع المغرب الذي هو شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي. وتاريخيا، كانت الصحافة البريطانية هي الأعنف مع المغرب كلما اندلعت أزمة بين المغرب واسبانيا حول ملف سبتة ومليلية، كما أنها تطالب بإعادة المدينتين الى المغرب عندما تطرح اسبانيا نزاع جبل طارق.
غير أن بريطانيا تحولت في السنوات الأخيرة إلى "صوت" البوليساريو داخل الاتحاد الأوروبي، بسبب غضب لندن من الرباط لتجميد ملف المطالبة بسبتة ومليلية رغم تحريك مدريد لملف صخرة جبل طارق.
وتجد لندن في تحريك المغرب لملف المدينتين تخفيفا عليها أمام المنتظم الدولي عندما تطالب مدريد بصخرة جبل طارق. وصعدت حكومة مدريد من لهجتها الدبلوماسية في صخرة جبل طارق بعدما ضمنت هدوء الجبهة المغربية، أي عدم مطالبة الرباط بسبتة ومليلية.