القائمة

أخبار

بوتفليقة: قررت الترشح تلبية لإلحاح الجزائريين رغم حالتي الصحية

قال الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة (77 عاما)، مساء اليوم السبت، إن ترشحه لولاية رئاسية رابعة في انتخابات 17 أبريل القادم، جاء تلبية لنداءات تطالبه بالتقدم للسباق رغم وضعه الصحي الصعب.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

وقال بوتفليقة، في رسالة للجزائريين، قرأها مذيع بالتفزيون الرسمي في نشرته المسائية، إن "الصعوبات الناجمة عن حالة صحتي البدنية الراهنة لم تثنكم على ما يبدو عن الإصرار على تطويقي بثقتكم وأراكم أبيتم إعفائي من أعباء تلك المسؤوليات الجلي التي قوضت ما قوضت من قدراتي".

وتعهد، في حال أعيد انتخابه، بإجراء إصلاحات دستورية واجتماعية، خلال عام، بالتعاون مع باقي القوى والأحزاب السياسية، تستجيب لتطلعات الشباب.

ومضى قائلا في رسالته: "في حالة ما جدد لي الشعب الجزائر ثقته، فإنني أتعهد بأنني سأسعى مع كافة الفاعلين الممثلين لسائر أطياف المجتمع إلى إيجاد الظروف السياسية والمؤسساتية التي تتيح بناء نموذج من الحكامة يتجاوب وتطلعات شعبنا وآماله".

وتابع أنه "سيتجسد نموذج الحكامة هذا عبر مراجعة  للدستور نشرع في إجرائها في غضون السنة الجارية".

وأضاف الرئيس الجزائري أن "هذا المسعى سيستجيب لتطلعات الشباب إلى استلام المشعل في محيط يسوده الاستقرار والعدالة الاجتماعية والإنصاف والاحترام"، دون مزيد من التفاصيل.

وقال بوتفليقة:  "تلقيت ببالغ التأثر وبعميق الشعور بثقل وخطورة المسؤولية تلك النداءات الموجهة إلي من قبل المواطنات والمواطنين، والمجتمع المدني، والتشكيلات السياسية، والهيئات النقابية، والمنظمات الجماهيرية، التي دعتني الى الترشح للانتخاب الرئاسي المقبل".

وتابع : "وإنه لمن واجبي، من منطلق احترامي الدائم للشعب الجزائري الذي شرفني وحباني بخدمته طيلة ثلاث عهدات، أن ألبي النداء، وهذا من حيث إنني لم أتملص قط، طوال حياتي، من أي واجب من واجبات خدمة وطني".

واستطرد "ويعز علي ألا أستجيب لندائكم. من ثمة، قررت، حتى لا أخيب رجاءكم، الترشح للانتخاب الرئاسي المقرر في 17 أبريل (نيسان) 2014 وتسخير كل طاقتي لتحقيق ما تأملونه".

وقال في تبرير ترشحه "ما من أحد منكم يجهل أني قضيت سحابة (غالبية) عمري في خدمة بلادي الجزائر، من دون سواها من الغايات. وجعلت من قضيتها غاية حياتي ومماتي وعلة وجودي".

وتعهد بـ "إيجاد الظروف لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وللنهوض بتجدد سياسي توافقي مع جميع الفاعلين السياسيين، بحيث يستشعر كل جزائري وكل جزائرية ويلمس، في واقعه اليومي، ما تعيشه الأمة من ديمقراطية حقيقية جلية، من خلال تكريس حقوق الإنسان في جميع مناحي النشاط وضبط التوازن بين السلطات لتمكين مختلف المؤسسات من العمل على الدوام في كنف مراعاة دولة الحق والقانون".

وتابع:  "سأنذر العهدة الجديدة التي تريدون إلقاءها على عاتقي، لحماية بلادنا من التحرشات الداخلية والخارجية الداهمة ومن تلك المحتملة بكافة أشكالها، ولإشاعة الدعة والسكينة في مجتمعنا"، دون تحديد مصدر تلك التحرشات.

ومضى بوتفليقة قائلا: "ما يثار ويحرك من نعرات الانقسام ليس سوى أداة للإنهاك بلادنا، وإضعاف قدرتها على مغالبة التحديات العاجلة والرهانات المعضلة. إن مجتمعنا في غنى عن الإيديولوجيات البالية، المتنافية مع التطور"، في إشارة إلى مواجهات مذهبية متقطعة تشهدها محافظة غرداية جنوبي البلاد.

ودافع عن حصيلته منذ وصوله الحكم عام 1999 بالقول: "يجوز لي وبحق أن أحدث بآلاء ربي على ما حباني به من فضل العمل على حقن دماء أبناء الجزائر وعلى إصدار وتطبيق قانون الوئام المدني وصولا الى ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، في إشارة إلى مشاريع مصالحة ساهمت في نزول آلاف المسلحين المعارضين للنظام من الجبال وتسليم أسلحتهم.

وتابع: "كما تم التخلص من وزر المديونية الخارجية الجزائرية الذي انقض كاهل شعبنا وأوهى شوكته وأذاقه الأمرين.. أقول تأتي إطلاق وإنجاز برامج تنموية متعددة القطاعات على امتداد التراب الوطني.. وأتاح ذلك للسواد الأعظم من المواطنين التمتع بظروف معيشة أفضل من ذي قبل".

ودعا بوتفليقة إلى أن "يكون التنافس الانتخابي بين المترشحين شريفا وهادئا وأن يكون تنافسا يسوده التباري بالأفكار والبرامج، بحيث يتأتى للناخبين إرساء اختيارهم على الأفضل".

وتعرض بوتفليقة لوعكة صحية نهاية أبريل الماضي نقل على إثرها للعلاج بفرنسا، وبعد عودته للبلاد في يوليو الماضي، مارس مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا.

وتنطلق الحملات الدعائية غدا الأحد وسط أزمة سياسية، حيث تشهد الجزائر موجة احتجاجات لنشطاء وأحزاب رافضة لانتخابات الرئاسة ولترشح بوتفليقة لولاية رابعة، حيث يطالب المحتجون برحيل النظام الحاكم بطرق سلمية.

وظهر بوتفليقة خلال إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري يوم 3 مارس الجاري في صور بثها التفلزيون الرسمي وهو جالس، كما ظهر عاجزا عن الكلام بطلاقة رغم نطقه ببعض الكلمات حول قراره بالترشح في حديثه لرئيس المجلس، مراد مدلسي.

وتعرض الموقع الرسمي لبوتفليقة لعملية قرصنة إلكترونية من قبل مجهولين، أمس الجمعة، دفعت إدارته إلى إغلاقه.

وقالت إدارة حملة بوتفليقة الانتخابية، اليوم السبت في بيان: "قامت مديرية الاتصال للحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة بإغلاق موقعها على شبكة الانترنت بصفة مؤقتة بعد تعرض الموقع الرسمي للحملة لهجمات قرصنة هدفها المساس بتوجه الموقع ومحتواه البياني".

وجاء ترشح بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة بعد ثلاث فترات قضاها رئيسا للجزائر،  فاز في الأولى في أبريل 1999 بعد أن انسحب جميع المرشحين المنافسين له؛ بدعوى دعم الجيش له ونيه التزوير الواضحة.

وفي 8 أبريل 2004، أعلن فوزه بحوالي 85% من أصوات المقترعين، بعد أن قاد حملته الانتخابية مدافعاً عن التوجهات الاجتماعية وعلى رأسها المصالحة الوطنية، ومراجعة قانون الأسرة، ومحاربة الفساد، ومواصلة الإصلاحات.

وسمح تعديل الدستور لبوتفليقة بفرصة الترشح لفترة رئاسية ثالثة بعد أن حدد النص السابق للدستور عدد الفترات باثنين فقط، وفي 9 أبريل 2009، أعاد الجزائريون انتخاب بوتفليقة للمرة الثالثة على التوالي بأغلبية بلغت 90.24%.

وبجانب بوتفليقة، تضم قائمة المتنافسين في سباق الرئاسة الجزائري كلا من: علي بن فليس، رئيس الوزراء الأسبق، الذي يعتبره البعض المنافس الرئيس لوبوتفليقة، وكذلك بلعيد عبد العزيز، رئيس حزب جبهة المستقبل، وتواتي موسى، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، وحنون لويزة، الأمينة العامة لحزب العمال،  ورباعين علي فوزي، رئيس حزب عهد 54.