القائمة

أخبار

دياسبو #386: الرياضة والثقافة.. طريق أيمن رمضاني نحو تمكين الشباب

ولد أيمن رمضاني في بلجيكا دون أن يقطع يوما جذوره مع وطنه الأم. مستلهما من القيم التي غرسها فيه والداه المغربيان، حرص على مد جسور التضامن بين بروكسل والمنطقة الشرقية، واضعا الشباب في صلب اهتماماته. اليوم، يواصل هذا الالتزام من خلال عمله الجمعوي ضمن منظمته غير الحكومية Play4Peace، ساعيا لتعزيز التعاون وبناء جسور بين الضفتين.

نشر
أيمن رمضاني، الرئيس المؤسس لمنظمة Play4Peace.
مدة القراءة: 4'

وُلد أيمن رمضاني في بروكسل لأسرة مغربية من أصول وجدية. كانت والدته ربة منزل بينما كتن والده يستغل كسائق ترام لمدة 42 عاما. درس أيمن الصيدلة في الجامعة الكاثوليكية في لوفان (UCL).

بعد تخرجه، عمل في مختبر كبير بمنطقة البنلوكس حيث انخرط في البحث الصيدلاني، لكنه اضطر للتوقف بسبب مرض مهني ناتج عن الحساسية للمواد الكيميائية. قرر بعدها تغيير مساره المهني نحو العلوم الاجتماعية والقانونية، وحصل على شهادة في القانون.

في عام 2010، عاد أيمن رمضاني لأول مرة إلى المغرب، حيث أسس شركة لتوزيع العلامات التجارية الفاخرة في السوق المحلية. كما بدأ في تعزيز الرياضة من خلال أنشطة الرعاية. ولكن مرض جده أعاده إلى بلجيكا حيث عمل في شركة تدقيق في قطاع الطاقة.

بعد وفاة والده، انخرط أيمن في العمل الاجتماعي وتعزيز الرياضة عبر مبادرة "Play4Peace" لتنظيم حفل خيري للأطفال الأيتام. قال "كنا نتوقع حضور 250 شخصا، لكن تفاجأنا بحضور 2,500. لم يكن لدينا جمعية أو تأمين، فأنشأنا الهيكل من هناك". وفي العام التالي، ضمت الفعالية 5,000 مشارك.

التعليم: إرث عائلي للذات والآخرين

تم تأسيس الهيكل الإداري في عام 2014، وفازت الجمعية بعد أربع سنوات بجائزة أفضل فعالية عالمية خلال منتدى "السلام والرياضة" تحت رعاية الأمير ألبرت من موناكو. وفي عام 2021، اختيرت كـ "صوت أهداف التنمية المستدامة" من قبل المعهد الفيدرالي للتنمية المستدامة. تتعاون المبادرة مع الفيفا واليونسكو وأندية كرة القدم والتمثيلات الحكومية، وحظيت برعاية ملك بلجيكا.

أسست المنظمة غير الحكومية "House4Peace" لاستقبال الشباب البرازيليين وتقديم الدعم والأنشطة التعليمية لهم. يوفر المكان جلسات تدريبية وتطوير للقيادة لتعزيز مهارات الشباب في وضعيات صعبة، ليحصلوا على نفس الفرص المتاحة للآخرين.

أسس أيمن رمضاني جمعية Play4Peace تكريما لوالده، قائلا "كان والدي، الذي كان يتيما ولم يذهب إلى المدرسة، يعلمنا الاحترام والالتزام والتواضع، ويحثنا على الدراسة للنجاح دون نسيان جذورنا. كان يجلب لنا أساتذة إلى المنزل". وأضاف "كانت الفعالية جزءا من عملية حزني. لم أكن أعتقد أن هناك هذا العدد الكبير من الناس والنجاح، ولكن أيضا من الحاجة. كان والدي يقول لنا "أفضل إرث أستطيع أن أقدمه لكم هو التعليم".

"لقد منحنا والدنا كل شيء في مجال التعليم. لم نفتقد شيئا أبدا، رغم الصعوبات المالية. ولم يكن يرغب في شراء الأراضي لنا. كان يحرص على غرس القيم فينا لتطوير المهارات والقيادة في المجتمع، لإلهام الشباب في الاتجاه الصحيح. كان يزرع البذور والآن علينا أن نشارك هذا الإرث. كان يهمه أن يرى أطفاله ينجحون ولا ينسون الآخرين، وألا يمروا بجانبهم بلامبالاة"

أيمن رمضاني

في نونبر 2024، تم تكريم أيمن رمضاني على المستوى الحكومي، حيث حصل على أعلى وسام بلجيكي، وسام التاج، منحه له الملك فيليب. في بداية 2025، تم اختياره شخصية العام البلجيكية من قبل مجلة "باريس ماتش"، ليصبح أول مغربي يحصل على هذا اللقب.

وضع الأسس لتطوير الشباب

رغم تحفظه، يكتسب أيمن رمضاني شعبية في الأوساط الاجتماعية والمؤسساتية في بلجيكا والمغرب. بعد لقاءات في المغرب، توجه إلى الشرق، منطقته الأصلية التي تحتاج إلى مرافقة الشباب. وقال "التقيت هناك بالمنظمات غير الحكومية والجامعات والمدارس، ومن هنا جاءت فكرة تنظيم منتدى في الرباط لجمع الشخصيات من القطاع الخاص والعام والرياضيين والسياسيين، والنظر في كيفية تبادل الممارسات الجيدة والعمل معا، بمشاركة الشباب".

في أبريل 2025، عقد أول منتدى Play4Peace في الرباط، بالشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، والسفارة البلجيكية في المغرب، ومؤسسة هبة، واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية. يهدف أيمن رمضاني الآن إلى العودة إلى الشرق، "لإعادة الاتصال بالجامعات وشركاء محتملين آخرين، والاستماع إلى تطلعات الطلاب".

"لا يمكننا أن نأتي بأدوات جاهزة. يجب أن نكون مستمعين جيدين، دون حكم، لنتصور تآزرا جيدا مع الجمعيات المختلفة ونحقق تأثيرا أفضل للشباب، ونجمع القطاع الخاص والعام في مشروع مشترك، وفي النهاية، نجمع قوانا معا بتواضع، مع احترام الشباب وتحميلهم المسؤولية"

أيمن رمضاني

في إطار تعزيز التعاون بين بلجيكا والمغرب، كان هذا المنتدى الأول فرصة للإعلان عن تطوير Play4Peace المغرب. بالنسبة لأيمن رمضاني، يتعلق الأمر بتنشيط إطار مشروع مدرج في البرنامج الوطني المتكامل للشباب في النموذج التنموي الجديد.

بمعنى آخر، الفكرة هي "الاستجابة للأولويات الوطنية في مجال الإدماج الاجتماعي والاقتصادي" من خلال التعليم والتدريب، والوصول إلى الثقافة، والأنشطة الرياضية والترفيهية، والإدماج الاقتصادي والوصول إلى العمل، وكذلك المشاركة المدنية. منذ تأسيس المنظمة غير الحكومية في بروكسل، دعمت أكثر من 20,000 شاب.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال