وشرعت أسرة الفتاة المختفية، في البحث عنها، في المستشفيات ومراكز الشرطة اعتقادا منها أنها تعرّضت لحادث حال دون عودتها إلى البيت، لكن وفي االيوم الموالي علمت الأسرة أن ابنتهم سافرت إلى سوريا عن طريق تركيا، حيث أخبر زملاؤها في القسم الثاني ثانوي، شقيقها الذي كان يسأل عنها، بكونها تحدّثت كثيرا في الأيام الماضية عن سوريا وضرورة الالتحاق بها لمساعدة الناس هناك.
وبعد مرور يومين من اختفائها، اتصلت الفتاة بأفراد أسرتها، لتخبرهم بأنها وصلت إلى سوريا وأنها لن تعود. وأوضح شقيقها فؤاد، لوسائل إعلام فرنسية، أن الأسرة كانت تسمع أصواتا تهمس لنورة بما يجب أن تقوله في مكالمتها الهاتفية المقتضبة.
خبر سفر الطفلة نور إلى سوريا "للجهاد"، تزامن مع عقد منتدى أئمة فرنسا ندوة في قصر المؤتمرات لدراسة ظاهرة التكفير والإرهاب، وتزايد سفر بعض الشباب الفرنسيين بدعوى الجهاد في سوريا، وتكفير من يرفض القتال هناك من قبل بعض رجال الدين المتطرفين.
وشارك في الندوة ممثلون رسميون من الداخلية الفرنسية والجمعيات الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني.
هذه الظاهرة باتت تقلق العائلات الفرنسية التي أصبحت تتخوف على مستقبل أبنائها، وطالب عدد من أهالي الشباب الفرنسي بمراقبة جادة للجوامع وما يصدر منها من فتاوي تشجع الشباب على السفر إلى سوريا بحجة الجهاد هناك.
وقال بيرنار غودار، مسؤول الشؤون الإسلامية في وزارة الداخلية الفرنسية، في ذات اللقاء "تأكد لنا أن أكثر من 700 شاب فرنسي يحارب حاليا في سوريا، والبعض ينتظر على الحدود لكي يدخل للحرب مع جيش الشام أو جبهة النصرة. وهناك من عاد إلى فرنسا ونحن نلاحقهم حتى لا يعودوا إلى سوريا مرة أخرى".