القائمة

interview_1

مصطفى سلمى ولد سيدي مولود ليابلادي: قضية الصحراء بقرة حلوب بالنسبة للدول الكبرى، لذلك لن تجد طريقها إلى الحل

لم تجد قضية المبعد الصحراوي من مخيمات تندوف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود طريقها إلى الحل بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات عليها، ولم تلق الخطوات التي أقدم عليها، والتي وصلت إلى حد الإضراب عن الطعام لمدة وصلت إلى 39 يوما، أية استجابة من طرف المنظمات الحقوقية العالمية التي يتهمها بغض النظر عن قضيته.

مصطفى سلمى الذي كان يشغل منصب "المفتش العام لشرطة البوليساريو"، محروم من حقه، وحق عائلته، في الالتقاء والعيش في ظروف عادية، بالإضافة إلى حرمانه من حقه في الحصول على جواز سفر، ومن حقه في التنقل. كل هذا بسبب مساندته لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من أجل حل نزاع الصحراء.

 يتحدث مصطفى سلمى من مكان اعتصامه في هذا الاستجواب الذي خص به موقع "يابلادي" عن معاناته، وعن التهميش الذي لحق به...

نشر
مصطفى سلمى ولد سيدي مولود
مدة القراءة: 10'
مصطفى سلمى ولد سيدي ميلود ليابلادي: قضية الصحراء كالبقرة الحلوب بالنسبة للدول الكبرى، ولن تجد طريقها إلى الحل
لم تجد قضية المبعد الصحراوي من مخيمات تندوف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود طريقها إلى الحل بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات عليها، ولم تلق الخطوات التي أقدم عليها، والتي وصلت إلى حد الإضراب عن الطعام لمدة 39 يوما، بغية لم شمله بعائلته المتواجدة في تندوف، أي استجابة من طرف المنظمات الحقوقية العالمية التي يتهمها بغض النظر عن قضيته.
مصطفى سلمى الذي كان يشغل منصب "المفتش العام لشرطة البوليساريو"، محروم من حقه، وحق عائلته، في الالتقاء والعيش في ظروف عادية، بالإضافة إلى حرمانه من حقه في الحصول على جواز سفر، ومن حقه في التنقل. كل هذا بسبب إبداء رأيه في قضية الصحراء.
 
يتحدث مصطفى سلمى في هذا الاستجواب الذي خص به موقع "يابلادي" عن معاناته، وعن التهميش الذي لحق به...
o أوقفت إضرابك عن الطعام قبل أيام، هل كان ذلك نتيجة تلقيك لوعود من جهات معنية بحل مشكلتك؟
أنا علقت الإضراب عن الطعام قبل شهر رمضان، لأن هذا الشهر حرام أن يضرب فيه الإنسان عن الطعام، ولم أتلق أي وعد يخص تسوية وضعيتي من أي جهة.
o إذن أنت تتحدث عن تعليق وليس إيقاف للإضراب عن الطعام، أليس كذلك؟
 
نعم وعند انتهاء شهر رمضان، سأقرر هل أستمر في هذه الخطوة أم لا
o حدثنا عن وضعك الصحي بعد الإضراب عن الطعام؟
الحمد لله صحتي بخير ولا أعاني من مضاعفات صحية 
o هل من جديد في قضيتك؟
مفوضية غوث اللاجئين لازالت تتنصل من قضيتي، ولم تعط أي التزام بخصوص لم شمل عائلتي، بمقابل ذلك يقترحون على أن ألجأ بدون عائلتي إلى فنلندا، ولا يولون أي اهمتمام لعائلتي "تبقى فتندوف ولا دبر راسها".كما أنهم قالوا إن الموضوع لا يخصهم، وأكدوا أن قضيتي لوحدي هي التي تدخل في مجال اختصاصهم.
o وما كان ردك على مقترح اللجوء إلى فنلندا؟
أنا لم أرفض المقترح الفنلندي، ولكن قضيتي كما يعلم الجميع هي لم شملي بعائلتي ، ويبقى السؤال هل فنلندا ستجمعني بعائلتي، هذا أمر لا التزام به عندي لحد الساعة، لأن ما أريد هو الاجتماع بعائلتي في مكان من العالم، الجزائر تمنع ذلك، وموريتانيا ترفض الأمر، إذن أريد مكانا ثالتا لكي نجتمع فيه.
o إذا كانت مفوضية اللاجئين تتنصل فماذا عن المنظمات الحقوقية؟ 
العالم ليس عادلا، كنت أتوقع أن يكون عل درجة كبيرة من العدل لكن هذا الشيئ غير موجود، حتى بالنسبة للمنظمات التي تهتم بحقوق الإنسان، هي منظمات ذات غطاء إنساني في صبغة سياسية، هذا الزمن أصبح فيه كل شيء مسيس.
o إذن أنت تتهم منظمات حقوق الإنسان بعدم الاهتمام بقضيتك؟
كما ترى قضيتي عمرها أزيد من سنتين ونصف، والدولة التي أتواجد فيها الآن كلاجئ، لا تقبل برحيل أولادي إليها، وهذا وضع غير مقبول ولا يضر شخص واحد، هذه قضية أولاد صغار، متأثرين بهذه الوضعية. وهذه المنظمات تكيل بمكيالين.
o كيف ذلك
في الوقت الذي زارت فيه أكثر من 20 منظمة المغرب تحت غطاء مراقبة حقوق الإنسان، وحقوق والصحراويين في المغرب، وشملت الزيارات أيضا برلمانيين ومفوض أممين، ووفودا إعلامية، ووفودا سياسية، من أجل الاطلاع على وضعية حقوق الإنسان الصحراوي، تضرب قضية مصطفى عرض الحائط، ولم يتحدث أي منهم عنها.
إذن هؤلاء ليس غرضهم حقوق الإنسان وإنما أتوا لأغراض سياسية، بغرض الضغط على المغرب، وجهات أخرى. إذا كان تهمهم حقا حقوق الإنسان، فليذهبوا إلى المخيمات ويطلعوا على ما يعانيه الإنسان الصحراوي.
أنا ضحية انتهاك حقوق الإنسان، من طرف الجزائر والبوليساريو، ولا أحد من هذه المنظمات تتكلم عن هذا الموضوع، إذن هذه المنظمات تنافق المجتمع الدولي في حقيقة الأمر.
o ربما لأن هذه المنظمات ترى أن قضية إبعادك قضية سياسية ولا علاقة لها بحقوق الإنسان، لذلك لم تتدخل؟
أكبر قضية حقوقية اليوم في الصحراء هي قضيتي، فلا يوجد صحراوي اليوم ممنوع من رؤية أبنائه غيري، ذنبي هو أنني عبرت عن رأيي، وأعاني نتيجة ذلك من إبعاد قسري عن أبنائي، وهذا الموضوع يتأثر نتيجته أولاد صغار لا ذنب لهم في كل ماحصل، هذا لو سلمنا أنني أذنبت أصلا.
ما تقوم به المنظمات الحقوقية أمر سخيف، ففي الوقت الذي يعملون فيه على تكبير قضايا ليست بنفس الحجم والمستوى وحدة الضرر، يتجنبون التطرق لقضيتي.
o تحدثت بعض وسائل الإعلام عن استفادة عائلتك من امتيازات كبيرة نتيجة الموقف الذي أبديته من قضية الحكم الذاتي، هل هذا صحيح؟
فلتقل وسائل الإعلام ما تريد، وأنا مسؤول عن أبنائي وزوجتي،  وهؤلاء لا زالوا يعيشون في المخيمات فعن أي امتيازات يتحدثون؟
o هم يتحدثون عن عائلتك في المغرب؟
o لي أخ واحد موظف في المغرب، من أصل خمس إخوة ذكور وأربع بنات، ، فأين هي هذه الامتيازات؟ 
في النهاية، كيف تنظرون إلى تطورات قضية الصحراء؟ 
هذا موضوع طويل، إذا أردت الحقيقة فالعالم اليوم تحكمه دول معدودة على رؤوس الأصابع، هذه الدول لا تريد حلا في الصحراء من جهة، ومن جهة أخرى الجزائر لا تترك المفاوضات من أجل تسوية قضية الصحراء  تتقدم. و قادة البوليساريو لا يملكون سلطة اتخاذ القرار، والصحراويين المعنيين بالموضوع غيبتهم البوليساريو و الجزائر، إذن أنا لا أرى آفاقا للحل.
و الواقع الدولي الحالي يقول أن هذا المشكل لن يحل قريبا لأنه يحقق للدول العظمى مصالحها، فهم يبتزون بهذا الموضوع المغرب والجزائر.
وفي نظري  هناك مشروع من الدول العظمى لتفتيت العالم العربي والعالم الإسلامي، لكي يبقوا هم الأقوياء، وذلك عن طريق تطويل أمد المشاكل الموجودة، أو خلق مشاكل جديدة كما حدث في العراق ويحدث الآن في مصر وليبيا وسوريا.  فهل يعقل أن من يفتعل النزاعات سيسعى يوما إلى حلها؟
زد على ذلك أن قضية الصحراء ليست قضية أكراد أو شيعة وسنة، المنطقة كلها منسجمة، وأوجدوا لها هذا المشكل لكي يخلقوا العداء بين المغرب والجزائر، خصوصا أن هذه الأخيرة دولة يحكم فيها العسكر، وهؤلاء يريدون من يدعمهم ليضمنوا بقاءهم في السلطة، ويزايدون على ذلك بقضية الصحراء، وينفدون أجندة الدول الكبيرة  لكي تصمت على الانتهاكات الممارسة في حق شعبهم.
 
وما يدعم كلامي أن الجزائر الدولة الوحيدة التي لا تدخلها المنظمات الحقوقية إطلاقا، إضافة إلى كوريا الشمالية، (يضحك). رغم أنها وقعت فيها حرب أهلية تخللتها انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
وبالتالي فقضية الصحراء اليوم هي بقرة تُحلب بها منطقة المغرب العربي، ولا أرى أن هناك سعيا لحلها، فمهما وضعت الاقتراحات لحل المشكل، الدول الكبرى لا تريد حل القضية، لأنهم يحركونها متى احتاجوا ذلك، وهي ورقة ضغط ولن يفرطوا فيها.
     
 

o أوقفت إضرابك عن الطعام قبل أيام، هل كان ذلك نتيجة تلقيك لوعود من جهات معينة لحل مشكلتك؟

أنا علقت الإضراب عن الطعام قبل شهر رمضان، لأن هذا الشهر حرام أن يضرب فيه الإنسان عن الطعام، ولم أتلق أي وعد يخص تسوية وضعيتي من أية جهة.

o إذن أنت تتحدث عن تعليق وليس إيقاف للإضراب عن الطعام، أليس كذلك؟

 • نعم وعند انتهاء شهر رمضان، سأقرر هل أستمر في هذه الخطوة أم لا

o حدثنا عن وضعك الصحي بعد الإضراب عن الطعام؟

الحمد لله صحتي بخير ولا أعاني من مضاعفات صحية خطيرة 

o هل من جديد في قضيتك؟

مفوضية غوث اللاجئين لازالت تتنصل من قضيتي، ولم تعط أي التزام بخصوص لم شمل عائلتي، بمقابل ذلك يقترحون على أن ألجأ بدون عائلتي إلى فنلندا، ولا يولون أي اهمتمام لعائلتي "تبقى فتندوف ولا دبر راسها".كما أنهم قالوا إن الموضوع لا يخصهم، وأكدوا أن قضيتي لوحدي هي التي تدخل في مجال اختصاصهم.

o وما كان ردك على مقترح اللجوء إلى فنلندا؟

أنا لم أرفض المقترح الفنلندي، ولكن قضيتي كما يعلم الجميع هي لم شملي بعائلتي ، ويبقى السؤال هل فنلندا ستجمعني بعائلتي، هذا أمر لا التزام به لحد الساعة، لأن ما أريد هو الاجتماع بعائلتي في مكان ما من العالم، الجزائر تمنع ذلك، وموريتانيا ترفض الأمر، إذن أريد مكانا ثالتا لكي نجتمع فيه.

o إذا كانت مفوضية اللاجئين تتنصل فماذا عن المنظمات الحقوقية؟ 

العالم ليس عادلا، كنت أتوقع أن يكون عل درجة كبيرة من العدل لكن هذا الشيئ غير موجود، حتى بالنسبة للمنظمات التي تهتم بحقوق الإنسان، هي منظمات ذات غطاء إنساني في صبغة سياسية، هذا الزمن أصبح فيه كل شيء مسيس.

o إذن أنت تتهم منظمات حقوق الإنسان بعدم الاهتمام بقضيتك؟

كما ترى قضيتي عمرها أزيد من سنتين ونصف، والدولة التي أتواجد فيها الآن كلاجئ، لا تقبل برحيل أولادي إليها، وهذا وضع غير مقبول ولا يضر شخص واحد، هذه قضية أولاد صغار، متأثرين بهذه الوضعية. وهذه المنظمات تكيل بمكيالين.

o كيف ذلك؟

في الوقت الذي زارت فيه أكثر من 20 منظمة المغرب تحت غطاء مراقبة حقوق الإنسان، وحقوق الإنسان الصحراوي في المغرب، وشملت الزيارات أيضا برلمانيين ومفوضين أمميين، ووفودا إعلامية، ووفودا سياسية، تضرب قضية مصطفى عرض الحائط، ولم يتحدث أي منهم عنها.

إذن هؤلاء ليس غرضهم حقوق الإنسان وإنما أتوا لأغراض سياسية، بغرض الضغط على المغرب. إذا كانت تهمهم حقا حقوق الإنسان، فليذهبوا إلى المخيمات ويطلعوا على ما يعانيه الإنسان الصحراوي.

أنا ضحية انتهاك حقوق الإنسان، من طرف الجزائر والبوليساريو، ولا أحد من هذه المنظمات تتكلم عن هذا الموضوع، إذن هذه المنظمات تنافق المجتمع الدولي في حقيقة الأمر.

o ربما لأن هذه المنظمات ترى أن قضية إبعادك قضية سياسية ولا علاقة لها بحقوق الإنسان، لذلك لم تتدخل؟

أكبر قضية حقوقية اليوم في الصحراء هي قضيتي، فلا يوجد صحراوي اليوم ممنوع من رؤية أبنائه غيري، ذنبي هو أنني عبرت عن رأيي، وأعاني نتيجة ذلك من إبعاد قسري عن أبنائي، وهذا الموضوع يتأثر نتيجته أولاد صغار لا ذنب لهم في كل ماحصل، هذا لو سلمنا أنني أذنبت أصلا.

ما تقوم به المنظمات الحقوقية أمر سخيف، ففي الوقت الذي يعملون فيه على تكبير قضايا ليست بنفس الحجم والمستوى وحدة الضرر، يتجنبون التطرق لقضيتي.

o تحدثت بعض وسائل الإعلام عن استفادة عائلتك من امتيازات كبيرة نتيجة الموقف الذي أبديته من قضية الحكم الذاتي، هل هذا صحيح؟

فلتقل وسائل الإعلام ما تريد، وأنا مسؤول عن أبنائي وزوجتي،  وهؤلاء لا زالوا يعيشون في المخيمات فعن أي امتيازات يتحدثون؟

o هم يتحدثون عن عائلتك في المغرب؟

o لي أخ واحد موظف في المغرب، من أصل خمس إخوة ذكور وأربع بنات، ، فأين هي هذه الامتيازات؟ 

في النهاية، كيف تنظرون إلى تطورات قضية الصحراء؟ 

هذا موضوع طويل، إذا أردت الحقيقة فالعالم اليوم تحكمه دول معدودة على رؤوس الأصابع، هذه الدول لا تريد حلا في الصحراء من جهة، ومن جهة أخرى الجزائر لا تترك المفاوضات من أجل تسوية قضية الصحراء  تتقدم. و قادة البوليساريو لا يملكون سلطة اتخاذ القرار، والصحراويين المعنيين بالموضوع غيبتهم البوليساريو و الجزائر، إذن أنا لا أرى آفاقا للحل.

و الواقع الدولي الحالي يقول أن هذا المشكل لن يحل قريبا لأنه يحقق للدول العظمى مصالحها، فهم يبتزون بهذا الموضوع المغرب والجزائر.

وفي نظري  هناك مشروع من الدول العظمى لتفتيت العالم العربي والعالم الإسلامي، لكي يبقوا هم الأقوياء، وذلك عن طريق تطويل أمد المشاكل الموجودة، أو خلق مشاكل جديدة كما حدث في العراق ويحدث الآن في مصر وليبيا وسوريا.  فهل يعقل أن من يفتعل النزاعات سيسعى يوما إلى حلها؟

زد على ذلك أن قضية الصحراء ليست قضية أكراد أو شيعة وسنة، المنطقة كلها منسجمة، وأوجدوا لها هذا المشكل لكي يخلقوا العداء بين المغرب والجزائر، خصوصا أن هذه الأخيرة دولة يحكم فيها العسكر، وهؤلاء يريدون من يدعمهم ليضمنوا بقاءهم في السلطة، ويزايدون على ذلك بقضية الصحراء، وينفذون أجندة الدول الكبيرة  لكي تصمت على الانتهاكات الممارسة في حق شعبهم. وما يدعم كلامي أن الجزائر الدولة الوحيدة التي لا تدخلها المنظمات الحقوقية إطلاقا، إضافة إلى كوريا الشمالية، (يضحك). رغم أنها وقعت فيها حرب أهلية تخللتها انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

وبالتالي فقضية الصحراء اليوم هي بقرة تُحلب بها منطقة المغرب العربي، ولا أرى أن هناك سعيا لحلها، فمهما وضعت الاقتراحات لحل المشكل، الدول الكبرى لا تريد حل القضية، لأنهم يحركونها متى احتاجوا ذلك، وهي ورقة ضغط ولن يفرطوا فيها.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال