أرسل الجيش الأمريكي في 22 نونبر الماضي، قاذفات استراتيجية من طراز B-52H التابعة للسرب الاستكشافي العشرين إلى المغرب للمشاركة في تدريبات مع سلاح الجو المغربي.
وبحسب صحيفة متخصصة في الدفاع، شاركت قاذفتان أمريكيتان من طراز B-52H، وهي قاذفات استراتيجية بعيدة المدى تعمل بمحركات نفاثة دون سرعة الصوت، في مهمة تدريبية مع سلاح الجو الملكي المغربي، حيث أقلعتا من قاعدة RAF Fairford في غلوسترشير بالمملكة المتحدة لتنفيذ المهمة. وذكرت وسائل الإعلام المتخصصة أن "المغرب يعد لاعبًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين، مع دوره الكبير في دعم السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا".
ويُعد هذا التدريب المشترك جزءًا من مهمة تسمى "قوة المهام القاذفة 25-1"، التي شملت أيضًا دولًا أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والشمال الأوروبي.
وفي نفس اليوم، شارك السرب في تمرين مشترك تحت إشراف القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا. وهذه العملية تعتبر الأولى للعام المالي الأمريكي الجديد، رغم أنها ليست المرة الأولى التي تُنفذ فيها هذه الأنشطة في المغرب.
وفي شتنبر 2020، نفذت مقاتلات F-16 التابعة للقوات الملكية الجوية المغربية، تدريبًا مشتركًا مع قاذفات B-52H. وأكدت السفارة الأمريكية وقتها أن "العمليات والأنشطة المشتركة مع حلفائنا وشركائنا تعزز التزامنا المشترك بالأمن والاستقرار على مستوى العالم".
وفي تلك المهمة، أقلعت قاذفتان من طراز B-52H من قاعدة فيرفورد الجوية في إنجلترا باتجاه إسبانيا، ثم دخلتا الأجواء المغربية، كما حدث في أبريل 2019، قبل العودة للهبوط في قاعدة مورون الجوية الأمريكية في إشبيلية.
كما أجرت القوات البحرية المغربية تمرينا مشتركا مع نظيرتها الإيطالية، تحت اسم ITA-MOR 24 في مدينة تارانتو الإيطالية، في الفترة من 13 إلى 21 نونبر. وجاء هذا التمرين بهدف تعزيز الأمن البحري والتنسيق العملياتي، وهو جزء من سلسلة تدريبات تُجرى كل عامين، وشمل أنشطة داخل الموانئ بالإضافة إلى عمليات بحرية حية في خليج تارانتو.
في اطار علاقات التعاون والشراكة العسكرية بين البحرية الملكية والبحرية الإيطالية، نظم تمرين مشترك بين فرقاطة طارق بن زياد وخافؤة أعالي البحار فرانسيسكو موروزيني، بهدف تبادل التجارب والخبرات، وتعزيز قدرات التنسيق العملياتي والتشغيل البيني بين البحريتين. pic.twitter.com/IjooZ6se2S
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) November 26, 2024
ووفقًا لصحيفة Difesaonline، تم تنسيق وتنظيم التمرين من قبل "القيادة الثانية للفرقة البحرية" الإيطالية، حيث شاركت إيطاليا في التمرين بسفينة القتال متعددة المهام "فرانشيسكو موروسيني"، مزودة بطائرة هليكوبتر SH-90 من المجموعة الرابعة في قاعدة غروتالي، بالإضافة إلى فريق أمني من لواء سان ماركو. من جانبه، شارك المغرب بفرقاطة "طارق بن زياد" من طراز سيغما الهولندية، مصحوبة بفريق أمني وطائرة هليكوبتر من طراز بانثر.
وتضمن التمرين عدة تدريبات مثل مراقبة حركة المرور التجاري، وتنفيذ عمليات لمكافحة الأنشطة غير القانونية، وتمارين هبوط الطائرات الهليكوبتر. كما تم تدريب الفرق على كيفية الاستجابة للتهديدات غير المتماثلة ضد الزوارق السريعة والطائرات الهليكوبتر، بالإضافة إلى تدريبات في الدفاع الجوي وإدارة الأضرار. وشمل التمرين أيضًا تدريبًا مشتركًا للطائرات الهليكوبتر، حيث تدرب الطاقم على النزول السريع باستخدام الحبال وتنفيذ العمليات الهبوطية.
وتم أيضًا تنفيذ تمرين عسكري مشترك بين المغرب وفرنسا في الفترة من 20 أكتوبر إلى 14 نونبر 2024، بمشاركة الفوج الثالث عشر من الصيادين الجبليين الفرنسيين والفوج الأول من صيادي منطقة الأطلس التابع للقوات المسلحة الملكية. وقد جرى هذا التمرين في جبال الأطلس الكبير، وهو النسخة الثانية من هذا التعاون العسكري بين البلدين.
في اطار علاقات التعاون والشراكة العسكرية بين البحرية الملكية والبحرية الإيطالية، نظم تمرين مشترك بين فرقاطة طارق بن زياد وخافؤة أعالي البحار فرانسيسكو موروزيني، بهدف تبادل التجارب والخبرات، وتعزيز قدرات التنسيق العملياتي والتشغيل البيني بين البحريتين. pic.twitter.com/IjooZ6se2S
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) November 26, 2024
ووفقًا لوزارة الدفاع الفرنسية، كان الهدف من التمرين تعزيز مهارات وتقنيات القتال في المناطق الجبلية، باستخدام موارد موسعة تشمل هيئة أركان تكتيكية وثلاث سرايا قتال، بالإضافة إلى فصيل من الخبراء في مجال الجبال. وأوضح الرقيب كوينتين، مرشد الجبال العالية في الفوج الثالث عشر، أن هذه النسخة من التمرين أتاحت الفرصة لتدريب المتسلقين المغاربة على دور قائد الحبل، حيث تعتبر مهارات القيادة والتمكن الفني أساسية لضمان السلامة في التضاريس الوعرة.
وأضافت الوزارة الفرنسية أن التمرين ساهم في تعزيز التعاون والصداقة بين القوات الجبلية الفرنسية والمغربية، وأكدت أن "الشهادة المشتركة للتدريبات تعكس التقدير المتبادل للمهارات بين الجانبين". وبناءً على هذه النجاحات، يخطط الفوج الثالث عشر من الصيادين الجبليين لاستقبال فصيل مغربي في جبال الألب خلال الربيع المقبل.
على الرغم من انتظام هذه المناورات، إلا أنها تجرى في وقت حساس، حيث تهدد الأوضاع بتصعيد عسكري بين الجزائر والمغرب. وهو ما سبق وأشار إليه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حيث أكد في 8 نونبر الجاري أمام مجلس النواب، أن هناك "مؤشرات تدل على رغبة الجزائر في إشعال حرب بالمنطقة والدخول في مواجهة عسكرية مع المغرب". وأشار إلى أن الجزائر تسعى حاليًا إلى "التصعيد" والدخول في "مواجهة" مع المملكة.