أفاد تقرير جديد، أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بأن المغرب يتحمل عبئاً ثقيلاً ومتزايداً جراء تغير المناخ، وأكد أن عام 2023 كان الأكثر حرارة في العديد من الدول، بما في ذلك المغرب.
وأضافت المنظمة أن شمال إفريقيا شهدت موجات حر شديدة في يوليوز وغشت، حيث بلغت درجة الحرارة بأكادير 50.4 درجة مئوية، لتسجل بذلك أعلى انحراف حراري بلغ 1.25 درجة مئوية فوق متوسط 1991-2020.
وشهدت أجزاء من المغرب، والجزائر، وتونس، ودولا أخرى جفافاً شديداً في عام 2023. و"سُجلت أعلى درجات الحرارة الشاذة في شمال غرب إفريقيا، خاصة في المغرب".
وأكدت المنظمة أنه خلال سن 2023 سادت كميات الأمطار السنوية التي تقل عن المتوسط في معظم شمال وشمال غرب إفريقيا، خاصة في المغرب والجزائر وتونس وغرب ليبيا، حيث تجاوز عجز الأمطار 150 مم (أقل 10٪ من إجمالي الكميات المرصودة خلال فترة المناخ 1991-2020).
وبحسب التقرير فقد تجاوزت حالات الجفاف في سنة 2023 المستويات التاريخية، في السواحل الشمالية للمغرب وتونس والجزائر، وأيضاً في جنوب الكاميرون...، وأوضح التقرير أنه بينما "بدأت بعض المناطق، مثل القرن الإفريقي، بالخروج من حالات الجفاف الشديد، لا تزال مناطق أخرى، مثل شمال غرب إفريقيا، تواجه عجزاً كبيراً في هطول الأمطار مما يؤثر على الموارد المائية".
"على سبيل المثال، سجل سد المسيرة – ثاني أكبر سد في المغرب بعد سد الوحدة – الذي يمتلك سعة تخزينية تزيد عن 2.65 مليار متر مكعب، أدنى مستوى امتلاء له منذ إنشائه في عام 1976، بأقل من 6٪، مقارنة بما يقرب من 99٪ في مايو 2013".
وأوضح التقرير أن "معدل هطول الأمطار كان في المغرب لموسم 2022/2023 أقل بنسبة 28٪ من المتوسط، وهي السنة الرابعة على التوالي التي يقل فيها معدل هطول الأمطار بنسبة 20٪ على الأقل عن المتوسط، وهي الفترة الأكثر جفافاً في تاريخ البلاد".
وأثر الجفاف غير المسبوق على الفلاحة في المغرب و"قدرت إنتاجية الحبوب في شمال إفريقيا لعام 2023 بنحو 33 مليون طن، وهو ما يماثل إنتاج العام السابق الذي تضرر بالفعل من الجفاف ويقل بنسبة 10٪ عن المتوسط الخماسي". و"سجلت أكبر انخفاض في الإنتاج في تونس، حيث قدرت إنتاجية الحبوب بنحو 300,000 طن، أي أقل بنسبة 80٪ من المتوسط السنوي بسبب ظروف الجفاف المنتشرة. كما تم الإبلاغ عن انخفاض في الجزائر، حيث قدر إنتاج الحبوب بنحو 3.6 مليون طن، وهو أقل بنسبة 12٪ عن عام 2022 وأقل بنسبة 20٪ عن المتوسط الخماسي. في المغرب، قدرت إنتاجية الحبوب لعام 2023 بنحو 5.6 مليون طن".
وأكد التقرير أن البلدان الإفريقية تخسر في المتوسط ما بين 2 و5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويحوِّل الكثير من هذه البلدان ما يصل إلى 9 في المائة من ميزانياتها لمواجهة الظواهر المناخية المتطرفة.
وتشير التقديرات إلى أنه ما لم تُتخَّذ تدابير كافية للاستجابة، فإن ما يصل إلى 118 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع (ويعيشون على أقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم) سيتعرضون للجفاف والفيضانات والحرارة المتطرفة في إفريقيا بحلول عام 2030. وهو، بحسب الأرقام الواردة في التقرير، ما سيضع أعباء إضافية على جهود التخفيف من حدة الفقر ويعرقل النمو بشدة.