القائمة

أخبار

قبل تأسيس البوليساريو.. الجزائر جهزت تندوف لاستقبال الصحراويين

بدأت الجزائر في التخطيط لاستقبال الصحراويين في مخيمات تندوف، قبل تأسيس جبهة البوليساريو، بحسب ما تكشف رسالة رسمية إسبانية سنة 1967.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

ومن خلال توطين الآلاف من سكان الصحراء الغربية في مخيمات تندوف، بدعم من البوليساريو، لم تحقق الجزائر سوى مشروع يعود تاريخه إلى عام 1967.

قبل سنوات من إنشاء جبهة البوليساريو، رسميا عام 1973، وانقلاب القذافي في ليبيا، في 1 شتنبر 1969، لم تخف الجزائر أهدافها بشأن الصحراء الغربية، التي كانت آنذاك تحت الاستعمار الإسباني. وتكشف رسالة سرية مؤرخة في 27 ماي 1967 من السفير الإسباني بالجزائر خوسيه لويس لوس أركوس (من 18 مارس 1964 إلى يوليوز 1970)، موجهة إلى وزير الشؤون الخارجية الإسباني، النقاب عن المطامع الجزائرية.

وتتحدث الرسالة عن اللقاءات التي جرت بين السفير الاسباني ورئيس الدبلوماسية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة ومدير مديرية الشؤون القانونية بوزارة الخارجية حول هذا الموضوع.

وحذر الجانب الجزائري السفير لوس أركوس من التهديد المغربي الكبير للصحراء الغربية، مؤكدا أن المملكة تجهز "لمناورة" بدعم من "قبيلة الركيبات المتمركزة بطرفاية"، للاستيلاء على الإقليم.

تحويل تندوف "إلى عاصمة للركيبات"

كما حذرت الجزائر إسبانيا من "أعمال عدائية" ضد الجنود الإسبانال متمركزين في العيون والساقية الحمراء، تنفذها مجموعات مسلحة مقربة من المغرب، مؤكدة أن "المغرب غير قادر على مواجهة الجيشين الإسباني والجزائري".

وأوضح الدبلوماسي الإسباني أن الجزائر "لن تبقى مكتوفة الأيدي" في مواجهة مشروع الرباط في المنطقة.

واعترف السفير الإسباني بأن المحاورين "أخفوا لعبتهم الحقيقية"، ورحب بـ "تقارب المصالح" بين إسبانيا والجزائر حول هذا الموضوع. كما أخبر رئيسه بأن الجزائريين يهدفون إلى تحويل تندوف في السنوات القادمة "إلى عاصمة الركيبات في المنطقة بأكملها"، ما سيجعلها حلقة وصل بين الجزائر والدول المجاورة، وبحسب الرواية الجزائرية فإن ذلك سيكون "مقدمة لبناء المغرب الكبير".

بعد عشر سنوات من رسالة السفير الإسباني إلى الجزائر، نجحت السلطات الجزائرية في تحويل مشروعها إلى حقيقة. وبدعم من جبهة البوليساريو، التي تسيطر عليها عناصر تنتمي إلى قبيلة الركيبات، غادر الآلاف من سكان الصحراء إلى تندوف. كما استقر هناك موريتانيون وجزائريون وماليون.

كما تحدث السفير عن "الأسرار الودية" التي قدمها دبلوماسي جزائري رفيع المستوى بشأن تسجيل الركيبات الجزائريين من قبل الإدارة الإسبانية، وبذلك استبقت الجزائر تنظيم استفتاء في الصحراء.

وبعد مرور أحد عشر عامًا على رسالة خوسيه لويس لوس أركوس، المؤرخة في 27 ماي 1967، أرجعت وثيقة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يعود تاريخها إلى دجنبر 1977 دعم الجزائر لجبهة البوليساريو "إلى تنافسها التاريخي مع المغرب على الهيمنة في شمال إفريقيا. هدف الجزائر هو إنشاء جمهورية صحراوية مستقلة تكون تابعة لها بالكامل".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال