قضية الصحراء: البوليساريو ترفض الدعوة إلى "الواقعية" بعد زيارة مسؤول أمريكي إلى تندوف

كما كان مقررا، التقى نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، جوشوا هاريس، يوم السبت بزعيم جبهة البوليساريو بمخيمات تندوف. وتمحورت المحادثات حول "سبل دعم الجهود التي يقوم بها السيد ستافان دي مستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، في سبيل إطلاق عملية السلام المتوقفة بسبب عرقلة وتعنت دولة الاحتلال المغربي"، بحسب بيان صادر عن الجبهة الانفصالية.

وقال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي إن نجاح "دي مستورا في مهمته يعتمد بشكل كبير على مدى دعم مجلس الأمن له، وخاصة الدول الفاعلة مثل الولايات المتحدة الأمريكية"، وتابع أن "الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة من قبيل "الواقعية" وغيرها"، لن "يقود إلا إلى تعميق حالة الجمود وبالتالي تقليص فرص التوصل للحل السلمي الدائم وزيادة حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".

وعاد غالي للتأكيد على تشبثه "بتنظيم الاستفتاء"، مشيرا إلى "الدعم الحقيقي والعملي لجهود المبعوث الشخصي يستلزم وجوبا خلق الظروف اللازمة لتمكين بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من تطبيق مأموريتها".

وتحدث عن تمسك جبهته "بالدفاع المستميت عنها بكل الوسائل المشروعة التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي".
ولم يتواصل الجانب الأمريكي بعد بشأن اللقاء بين جوشوا هاريس وزعيم البوليساريو. واقتصر مكتب الشرق الأدنى في وزارة الخارجية على إعادة نشر نفس الرسائل التي نشرها هاريس يوم الجمعة 1 شتنبر.

ويأتي هذا الرفض لأي حل قائم على "الواقعية" في سياق داخلي خاص لجبهة البوليساريو. حيث استغل البشير مصطفى السيد وصول ممثلي إدارة بايدن إلى مخيمات تندوف للدعوة، في بلاغ صحفي توصل به يابلادي، إلى تكثيف الحرب ضد المغرب.

كما حذر الجبهة من أي استئناف لـ"الحوار" مع المملكة. وللعلم، كان السيد قد أكد، في غشت 2022، عبر تسجيل صوتي، أن إبراهيم غالي "لم يتحمل مسؤوليته" في سير "الحرب" ضد القوات المسلحة الملكية.

وأعقب خروج السيد وهو من بين مؤسسي جبهة البوليساريو مباشرة الإعلان عن غارة جوية بطائرة بدون طيار للقوات المسلحة الملكية أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من ميليشيات البوليساريو المسلحة، من بينهم رئيس المنطقة العسكرية السادسة وعضو الأمانة العامة أبا عالي حمودي.