بعد مرور أكثر من سنة على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، أعلنت إسبانيا الأسبوع الماضي دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب. وتتضح أهمية الموقف الاسباني الجديد، من خلال ردة فعل النظام الجزائري الداعم الأول لجبهة البوليساريو، حيث قام بسحب سفيره من مدريد للتشاور، وكذا من خلال تهديد جبهة البوليساريو بمتابعة رئيس الحكومة الاسبانية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو إن "الموقف الإسباني، جاء في إطار تحولات جيوستراتيجية، حيث سبق للولايات المتحدة أن اعترفت بمغربية الصحراء، وواشنطن لن تقبل بوجود جمهورية صغيرة في المنطقة، مكونة من قبائل غير منسجمة".
وعن تأثير القرار قال الدخيل، "ستكون له تداعيات كبيرة، إذ أن 70 في المائة من المساعدات المقدمة للبوليساريو تأتي من إسبانيا...، كما أن إسبانيا هي القوة العاشرة عالميا، ولها تأثير كبير في أمريكا اللاتينية وأوروبا، وهي الدولة التي كانت تستعمر الصحراء، ولها دبلوماسية نشيطة"، وتابع وأن من تأثيرات هذا القرار "هو أنه عرى النظام العسكري الجزائري" الذي يدعي أنه ليس طرفا في النزاع، إذ قام باستدعاء سفيره في مدريد للنشاور.
انتكاسة للمشروع الجزائري
فيما قال المبعد الصحراوي من مخيمات تندوف مصطفى سلمى في تصريح لموقع يابلادي "في الماضي كانت هناك محاولة اسبانية لتمرير حكم ذاتي في الصحراء لم نسمع ان الجزائر ترفضه بالحدة التي رفضت بها انضمام الصحراء للمغرب".
وتابع "المسؤول الأمني" الكبير السابق في صفوف الجبهة الانفصالية أنه "بعد ظهور البوليساريو حاول الطرفان الاسباني و الجزائري تمرير حل توافقي بينهما تتولى فيه للبوليساريو ادارة الاقليم تحت مسمى استقلال يقطع الطريق على المغرب، وافشلت المسيرة الخضراء هذا المخطط".
وأضاف أن الجزائر وإسبانيا استمرتا بعد ذلك في دعم "تقرير المصير حسب ما تمليه مصلحة كل منهما في المنطقة" إلى أن "انفراط هذا العقد منذ اعلنت اسبانيا عن دعمها للحكم الذاتي المغربي في الصحراء".
وأكد أن تأثير هذا القرار "سيكون كبيرا في التسوية باعتبارها (إسبانيا) المستعمر السابق العارف بتفاصيل الاقليم. وباعتبارها عضو في لجنة اصدقاء الصحراء والمعنية الاولى باي قرار لتسوية النزاع".
وبحسبه فإن "الموقف الاسباني الجديد لا شك انه سيكون مشجعا للمترددين في الساحة الدولية ليجهروا بمواقف مشابهة. ما سيشكل انتكاسة كبيرة للمشروع الجزائري في المنطقة ويعزلها دوليا. و ان كان من المبكر الجزم بانها سترمي المنشفة و تتخلى عن دعمها للبوليساريو و استقلال الصحراء، ما لم يتحد المجتمع الدولي في دعم خيار معين".
منة جانبه قال محمد سالم عبد الفتاح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، والذي سبق له أن تولى مسؤوليات داخل إعلام جبهة البوليساريو في تندوف إن من "أهم تداعيات الموقف الإسباني الأخير المؤيد للمغرب بخصوص قضية الصحراء، أنه كشف تناقضات الخطاب الرسمي الجزائري".
وتابع في تدوينة على حسابه في فايسبوك "فمن جهة اضطر النظام الجزائري للظهور كطرف مباشر في قضية الصحراء بإقدامه على سحب سفيره في مدريد ردا على الموقف الإسباني، بعد ترويجه لكونه غير معني بالنزاع طوال عقود من الزمن، ومن جهة أخرى اضطر الإسبان إلى إحراج الساسة الجزائريين حينما صرحوا بأنهم أعلموا الجزائر بالموقف الإسباني قبل الإعلان عنه رسميا".