بعد المغرب، قررت الجزائر حظر مجالها الجوي على الطائرات العسكرية الفرنسية، حسبما أعلن الناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية الكولونيل باسكال إياني اليوم الأحد.
وقال إن الحكومة الجزائرية حظرت على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها، علما أنها تستخدم عادة مجالها الجوي لدخول ومغادرة منطقة الساحل حيث تنتشر قواتها في إطار عملية برخان.
وتابع "لدى تقديم مخططات لرحلتي طائرتين هذا الصباح، علمنا أن الجزائريين سيغلقون المجال الجوي فوق أراضيهم أمام الطائرات العسكرية الفرنسية"، لكنه أكد في المقابل أن ذلك "لن يؤثر على العمليات أو المهام الاستخباراتية" التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل.
ويأتي هذا التصعيد الجزائري بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهم فيها السلطات الجزائرية بأنها "تُكنُّ ضغينة لفرنسا". وأضاف أن الجزائر "كان يحكمها نظام سياسي عسكري له تاريخ رسمي لا يقوم على الحقيقة بل على كراهية فرنسا".
وشكك ماكرون في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830، وتساءل "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".
وبعد ذلك استدعت الجزائر سفيرها لدى فرنسا للتشاور، وقالت الرئاسة الجزائرية، في بيان "على خلفية التصريحات غير المكذبة ... المنسوبة للرئيس الفرنسي، ترفض الجزائر رفضا قاطعا أي تدخل في شؤونها الداخلية التي جاءت في تلك التصريحات".
وأضاف البيان "أمام هذه التصريحات اللامسؤولة، قرر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الاستدعاء الفوري لسفير الجزائر بفرنسا للتشاور".
وتابع البيان أن التصريحات تمس الشهداء الجزائريين الذين ناضلوا من أجل الاستقلال عن فرنسا.
وقبل أيام، استدعت الجزائر سفير باريس لديها للاحتجاج على قرار فرنسي بتقليص التأشيرات الممنوحة لمواطنيها.
وعلى عكس ما أقدمت عليه الجزائر مع المغرب، يتجنب حكام قصر المرادية أي قطيعة دبلوماسية مع فرنسا، وتحاول نسب أزماتها مع المغرب إلى "جماعات الضغط المغربية" النشطة في فرنسا. وهو ما سبق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن ردده في العديد من المقابلات الإعلامية.
ويحاول الجيش الجزائري من خلال هذه القرارات تقديم نفسه بأنه ضحية لمخططات يدبرها "الأعداء".