في الوقت الذي لا يزال فيه المغرب يواجه موجة ثالثة من وباء فيروس كورونا المستجد، والتي تتميز بانتشار سريع للمتحور "دلتا"، نبه علماء الأحياء في المملكة إلى تسجيل نقص في العديد من المنتجات التي تسمح للمختبرات الخاصة بإجراء اختبارات PCR، الكشف عن الإصابة بكوفيد 19.
وفي تصريح لموقع يابلادي، قال الدكتور عدنان غزالي، رئيس الغرفة النقابية للإحيائيين، إن "مستوردي المعدات والكواشف، والذين نحن أيضا زبناء لهم، ينظمون دخول هذه المنتجات إلى المغرب بتصريح من وزارة الصحة. لكن المشكلة ليست على مستوى المغرب فقط بل على الصعيد الدولي " وأضاف "يرسل مستوردونا الطلبات لكن يتم وضعهم على قائمة الانتظار".
"بدأنا نشعر ببعض المعاناة. تحتوي معظم المختبرات على نسخ احتياطية وآلات رئيسية وآلات أخرى للتعويض في حالة حدوث مشاكل. لكن مخزوننا بدأ في النفاد وأصبح محدودًا للغاية ".
وبالنسبة لرئيس الغرفة النقابية للإحيائيين، فإنه إلى جانب هذا النقص، ظهرت مشاكل أخرى في هذا القطاع، تتعلق بواردات أخرى وأضاف "كما سجلت زيادات ضخمة في الأسعار، فإن بعض المنتجات المستوردة بسعر X نجدها تكلفتها زادت بنسبة 30 أو 40 أو حتى 50٪ ".
تشجيع الإنتاج والبحث المغربي
ويرى الدكتور عدنان غزالي أنه بات من الضروري "استخلاص النتائج من مثل هذا الوضع"، وتشجيع الإنتاج والبحث العلمي في المستقبل. وقال "ما تم القيام به بشأن اختبارات PCR هو أمر مهم جدا. الآن يمكننا المضي قدمًا، حتى من حيث الكمية والنوعية. لدينا باحثون ممتازون في الجامعات والمجال الصناعي الذين أثبتوا جدارتهم، يتعين فقط اتخاذ قرارات جيدة" وفي هذا السياق، أكد أن علماء الأحياء "يطلبون فقط استهلاك المنتوجات المغربية" وقال "إذا كان لدي الاختيار بين منتج مغربي وآخر أجنبي، بجودة متساوية، فبدون أدنى شك سأختار المنتج المغربي".
وردا على سؤال حول دور الدولة، يعتقد رئيس الغرفة النقابية للإحيائيين، أن السلطات "بذلت قصارى جهدها لحدود الساعة، ولا يتعين على أحد أن يشتكي" وأضاف "علينا التفكير في حلول للوضع الذي نعيشه حاليا، يجب أن نرى الأشياء التي منعتنا من أن نكون أكثر كفاءة ونتعامل على أساسها". ودعا إلى التوصل إلى "اتفاقيات وطنية مع كبار الموردين "من أجل" تنظيم الأسعار وتوافر" المنتجات في نفس الوقت. وأوضح قائلا إن "الأمر يتعلق بأزمة دولية، ونعاني مثلنا مثل أي بلد في العالم. لذا يجب أن نفكر في أفضل طريقة في حالة تكرار هذا الموقف مرة أخرى".