قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن المغرب تجسس بواسطة برنامج بيغاسوس على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، وأربعة عشر وزيرا.
وأضافت الصحيفة أن أحد الأرقام الهاتفية لرئيس الجمهورية الفرنسية الذي يستخدمه، بانتظام منذ 2017 على الأقل وحتى الأيام الأخيرة، يظهر في قائمة الأرقام التي اختار جهاز المخابرات المغربية التجسس عليه.
وأضافت الصحيفة إنه من دون فحص هاتف الرئيس ماكرون، لا يمكن تحديد ما إذا كان مخترقا من قبل برنامج التجسس الإسرائيلي الذي يعد الأكثر تطورا في العالم، أم لا.
وبحسب معطيات لوموند فإن "المغرب استهدف أكثر من عشرة آلاف رقم منها حوالي 10٪ في فرنسا. وكشف التحليل الفني لهاتف يظهر رقمه إلى جانب رقم إيمانويل ماكرون عن أثر مماثل لذلك الموجود في الهواتف المحمولة للعديد من المعارضين أو الصحفيين المغاربة".
وإضافة إلى الرئيس والوزراء، تشير الصحيفة الفرنسية إلى أن المخابرات المغربية استهدفت أيضا مسؤولين حزبيين ونوابا. كما تم استهداف شخصيتين رئيسيتين في الوفد المرافق لإيمانويل ماكرون: فرانك باريس، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأفريقية، وألكسندر بينالا ، الحارس الشخصي لإيمانويل ماكرون.
وفي تعليقه على الموضوع قال قصر الإليزيه في تصريح لصحيفة لوموند "إذا كانت المعطيات صحيحة، فمن الواضح أنها خطيرة للغاية. سيتم إلقاء كل الضوء على هذه التصريحات الصحفية. وقد أعلن بعض الضحايا الفرنسيين بالفعل أنهم سوف يتقدمون بشكوى، وبالتالي سيتم فتح تحقيق قضائي".
وأضاف الإليزيه أن "أجهزة المخابرات الفرنسية تعمل في إطار محدد بدقة بموجب القانون منذ عام 2015 وأن كل تقنية استخباراتية يجب أن تتم الموافقة عليها بعد استشارة اللجنة الوطنية لتقنيات التحكم في الاستخبارات. يجب أن تلبي هذه الأساليب ضرورات حماية مصالحنا الأساسية (مكافحة الإرهاب، والتدخل المضاد، والحماية الاقتصادية، وما إلى ذلك) ولا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن تتعلق بالمراقبة ذات الطبيعة السياسية بينما في نفس الوقت، بعض المهن، بما في ذلك الصحفيون والمحامون يخضعون لحماية خاصة".
وفي تعليق لها قالت الشركة الإسرائيلية "إن إس أو" إن إيمانويل ماكرون "لم يكن أبدا، هدفًا أو لم يتم تحديده كهدف من قبل عملاء الشركة"، لكن لوموند أشارت إلى أن الشركة "لا تملك حق الوصول إلى بيانات عملائها، والذين يتعين عليهم مع ذلك تقديم هذا النوع من المعلومات" إلى الشركة الإسرائيلية في حالة إجراء تحقيق.
وبحسب الصحيفة الفرنسية فسواء نحج البرنامج في اختراق هاتف ماكرون أو لم ينجح "فإن وجود هذا الرقم يشكل عملاً عدائياً من جانب المغرب تجاه رئيس دولة صديقة وحليفة، تتعاون أجهزتها الاستخباراتية بشكل وثيق، لا سيما في مكافحة الإرهاب. كما أنه يؤكد ضعف أعلى سلطة حكومية في مواجهة هذا النوع من الهجمات فائقة التعقيد التي لا تستطيع حتى شركة آبل إحباطها".
ويمكن لبرنامج بيغاسوس السيطرة الكاملة على الهاتف المحمول واستخراج أي بيانات: رسائل البريد الإلكتروني، والدليل، والموقع، والمستندات، والصور، والرسائل المتبادلة عبر وسيط الرسائل المشفرة، كما يمكنه أيضًا ودائمًا بطريقة خفية تمامًا تنشيط الميكروفون والكاميرا.