أظهر استطلاع رأي حديث نشرته شبكة الباروميتر العربي تحسن نظرة الشعوب العربية لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية بعد وصول جون بايدن إلى الحكم، خلفا لدونالد ترامب.
والباروميتر العربي هو شبكة بحثية مستقلة وغير حزبيّة، تقدم نظرة عن الاتجاهات والقيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين العاديين في العالم العربي.
وبحسب المصدر ذاته فقد تحسنت تقييمات الولايات المتحدة الأمريكية بالقدر الأكبر في كل من المغرب وليبيا ثم الأردن وتونس فالجزائر.
فعشية الانتخابات الأمريكية كان بايدن هو المرشح المفضل للعديد من الشعوب العربية، وعلى سبيل المثال، في تونس، قال 52 بالمئة إنهم يعتقدون أن سياسات بايدن ستكون أفضل بكثير للمنطقة مقارنة بـ 12 بالمائة قالوا الأمر نفسه عن سياسات ترامب. وتبين وجود نتائج مشابهة في الجزائر (43 بالمئة مقابل 7 بالمائة) وليبيا (38 بالمائة مقابل 10 بالمائة) والمغرب (39 بالمائة مقابل 9 بالمئة).
ويظهر الاختلاف في الآراء حول الإدارات الأمريكية في تصنيف المواطنين لسياسات الإدارتين بشكل جلي، ففي أكتوبر 2020، قال 15 في المائة من المغاربة إن سياسات ترامب جيدة، وبلغت النسبة في الجزائر 12 بالمائة، في حين وصلت إلى 7 بالمئة فقط في الأردن و6 بالامئة في تونس.
وفي مارس 2021، قال 46 بالمائة من المغاربة إن سياسات بايدن جيدة، ووصلت النسبة في ليبيا إلى 47 في المائة، وبلغت حدها الأدنى في الجزائر بـ23 بالمائة، ولبنان بـ19 بالمائة.
وبخصوص نظرة المستجوبين للصين، فقد حازت على أعلى دعم في الجزائر (65 بالمائة) ثم المغرب (62 بالمائة)، كما أن شعبية الصين عالية نسبياً في ليبيا (60 بالمائة) وتونس (59 بالمائة) في حين تبلغ أدنى مستوياتها في لبنان (38 بالمائة) والأردن (34 بالمائة).
وبخصوص تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل فقد عبرت أغلبية المستجوبين عن رفضها لإقامة علاقات مع الدولة العبرية، وبخصوص الاتفاقية الموقعة مع المغرب
فقد عبر 21 بالمائة في العراق عن دعمها، ثم 14 بالمائة في لبنان، وأقل من شخص واحد من كل 10 أشخاص في الدول الأخرى المشمولة بالاستطلاع.
وكان الاستثناء الرئيسي هو المغرب نفسه، حيث يفضل 41 بالمائة من المواطنين اتفاق التطبيع، و"الأرجح أن يفسر ذلك باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً بسيادة المغرب على الصحراء الغربية بالتزامن مع إعلان التطبيع"، بحسب المشرفين على الاستطلاع.
وتوضح هذه النتائج أن التصورات النسبية حول القوى العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تغيرت منذ تحوّل دفة القيادة في واشنطن.
ورغم بقاء شعبية الصين أعلى بشكل عام، فقد تحسنت صورة الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً في جميع الدول المشمولة بالاستطلاع تقريباً. وحالياً، في كل من الأردن والمغرب، تتساوى نسب شعبية الولايات المتحدة الأمريكية والصين، في حين اقتربت الولايات المتحدة كثيراً من مستوى شعبية الصين في العديد من الدول الأخرى. وفي الأغلب يبدو هذا مدفوعاً بالآمال المرافقة لتغير السياسات في عهد بايدن.