فشلت الولايات المتحدة الأمريكية نهار اليوم في تمرير مشروع إعلان مشترك يدعو إلى "تجنّب التصعيد" في النزاع بالصحراء الغربية. ونقلت وكالة فرانس بريس عن دبلوماسيون أن الهند والصين ودولا إفريقية اعتبرت أنه يمكن أن "يساء تأويله ويؤدي إلى نتائج عكسية".
ويحث الإعلان المكون من ثلاث فقرات، على تبنّي سلوك "بنّاء" في التعامل ميدانيا مع بعثة المينورسو والإسراع بتسمية مبعوث أممي جديد "من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية المتوقفة في أسرع وقت ممكن".
وسبق للأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس أن قال في تقريره عن الوضع في الصحراء الغربية المقدم لأعضاء مجلس الأمن الدولي خلال شهر أكتوبر الماضي، إنه تم تسجيل "تدهور كبير في مستوى التعاون من جانب القوات العسكرية لجبهة البوليساريو" مع بعثة المينورسو. وأضاف أن البوليساريو "أمعنت في منع دوريات البعثة من الدخول إلى معظم وحداتها" مشيرا إلى أن الانفصاليين حاولوا الحد "من رصد البعثة للمباني في إطار التحقق من الامتثال للفقرة 7 من قرار مجلس الأمن الدولي 2440".
وأوضح أحد الدبلوماسيين لفرانس بريس أن "روسيا دانت القرار الأميركي (الاعتراف بمغربية الصحراء) ودعت الولايات المتحدة إلى إلغائه"، وأضاف أن الهند تبنت عدة مواقف مغربية في حين طلبت كينيا بإلحاح أن يتولى الاتحاد الأفريقي الوساطة في الملف، في الجلسة النصف سنوية المغلقة.
أما إيرلندا، العضو غير الدائم في المجلس، فقد عبّرت على تويتر عن "دعمها الكامل" لـ"حق تقرير المصير لسكان الصحراء الغربية بتطبيق قرارات مجلس الأمن".
وبذلك يكون مجلس الأمن الدولي قد فشل في الخروج بإعلان مشترك رغم مطالبة مسؤول في الأمم المتحدة بشكل "صريح جدا" أن "يتناول مجلس الأمن" التوتر المتصاعد بين جبهة البوليساريو والمغرب.
وحذّرت الأمم المتحدة خلال إيجازها أمام أعضاء مجلس الأمن الـ15 من أن "الوضع غير مستقر للغاية ويمكن أن يؤدي إلى التصعيد"، أوضح دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه، لنفس الوكالة، أن المسؤولين الأمميين قدّروا أيضا أنه يمكن استئناف المسار السياسي بمجرد تسمية مبعوث أممي جديد.
البوليساريو تهاجم مجلس الأمن
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق على جلسة مجلس الأمن من قبل المغرب، أصدرت جبهة البوليساريو بيانا موقعا من قبل ممثلها في الأمم المتحدة سيدي محمد عمار، هاجمت فيه المجلس واتهمته بـ"التقاعس" الذي "يقوض آفاق الحل السلمي ويترك الباب مفتوحا أمام تصعيد الحرب الجارية" على حد وصفها.
وأضافت الجبهة الانفصالية أن مجلس الأمن "أضاع فرصة أخرى لوضع الأمور في نصابها الصحيح" وتحميل المملكة "المسؤولية الكاملة عن العواقب الخطيرة لخرقها الموثق لوقف إطلاق النار لعام 1991 والاتفاق العسكري رقم 1 في 13 نوفمبر 2020".
وتابعت البوليساريو أن المجلس أخفق أيضا "في معالجة الوضع المتدهور بشكل مقلق في الصحراء الغربية"، وأكدت التزامها "بالتعاون مع جهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة".
وقالت الجبهة إن تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء "ليس غاية في حد ذاته، وإنما هو مجرد وسيلة لتيسير عملية سلام مُحكمة ومحددة زمنياً"، وأكدت أن "الحياد والاستقلالية والكفاءة والنزاهة هي شروط أساسية لا غنى عنها لأي مبعوث شخصي جديد لاستعادة الثقة في عملية السلام والنجاح في مهمته".
يذكر أن سبق للجزائر والبوليساريو أن رفضتا ترشيح وزير الخارجية البرتغالي السابق لويس أمادو، و رئيس الوزراء الروماني السابق بيتر رومان، لشعل المنصب الذي ظل شاغرا منذ ماي 2019 بعد استقالة الألماني هورست كوهلر.