تعيش مدينة ورزازات التي تلقب بـ"هوليوود أفريقيا" ركودا اقتصاديا خانقا، جراء تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد، على الأعمال السينمائية المحلية والأجنبية.
وعرف القطاع السينمائي بالمدينة شللا شبه تام، نتيجة التدابير الوقائية التي اتخذها المغرب، من إغلاق للحدود وتعليق لحركة الطيران وتوقيف تصوير الأعمال السينمائية.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال سعيد أنضام مدير لجنة الفيلم بورزازات، إن القطاع السينمائي شهد منذ بداية انتشار الجائحة بالمغرب "توقفا تاما"، وتابع "لأننا لسنا مثل باقي المهن التي تعتمد مثلا العمل عن بعد" فقد أصيب القطاع بشلل تام.
ووصل تأثير توقف الانتاجات السينمائية بمدية ورزازات، إلى قطاعات تشتغل بصفة مباشرة مع القطاع السينمائي، كقطاع كراء السيارات، والمطاعم، وكراء المعدات.
"تعتمد المدينة على قطاعين بشكل أساسي هما السياحة والسينما. والقطاعين تضررا بشكل كبير، وهناك مشاكل اجتماعية كبيرة جدا، خصوصا وأن المشتغلين في مجال السينما لا يتوفرون على تغطية اجتماعية، وليس لهم مورد رزق آخر".
وأكد أنضام أن "سلسلة برازيلية كانت تصور في المدينة وقت فرض الحجر الصحي، غادر القائمون عليها باتجاه بلدهم، ونأمل أن يعودوا لإتمام التصوير. وهناك مشاريع مغربية أيضا تم إيقافها".
ومن أجل تجاوز الوضعية الحالية، أكد أنضام أنهم يحاولون "تشجيع المنتج المحلي على التصوير في المنطقة، من أجل الحفاظ على استمرارية العمل بالنسبة للتقنيين والكومبارس، وكذلك تحريك القطاعات التي تشتغل مع القطاع السينمائي بشكل مباشر".
من جانبه قال يونس السهولي وهو صاحب شركة تدعى "كاستينغ موروكو"، في تصريح مماثل لموقع يابلادي إن المدينة تشهد ركودا غير مسبوق وأن "العمل متوقف، هناك إشهارات وبعض الاعمال المغربية فقط".
"الكثير من العائلات التي تعيل نفسها من العمل في المجال السينمائي، تضررت بشكل كبير، والعمل الأجنبي يمكن أن يشغل ما بين 50 و100 شخص في اليوم".
وبخصوص الأجور قال إنه في "الأعمال الأجنبية تبدأ من 500 درهم وفي الأفلام المغربية تبدأ من 300 درهم ".
وتشير الاحصائيات إلى أنه في سنة 2019 شهدت مدينة ورزازات تصوير 21 عملا سينمائيا طويلا، علما أن مجموع الأشرطة الطويلة التي صورت بالمغرب بلغ حسب إحصائيات المركز السينمائي المغربي للسنة الماضية 22 عملا وصلت ميزانيتها مجتمعة إلى 265.304.959,15 درهم.
ومن المنتظر أن تكون سنة 2020 الأسوء في تاريخ السينما في مدية ورزازات منذ أكثر من عقد من الزمن، إذ شدت المدينة توقيف جميع الأعمال التي كانت تصور بها بعد فرض الحجر الصحي، علما أنها كانت تشهد تصوير ثلاثة أفلام من كوريا الجنوبية والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب المركز السينمائي المغربي فقد بلغ مجموع عائدات استثمارات الانتاجات الأجنبية من الصناعة السينمائية ما يناهز 796 مليون درهم خلال سنة 2019 ، فيما قدرت ميزانية الاستثمار من طرف الانتاجات المغربية بأكثر من 452 مليون درهم خلال نفس السنة.