القائمة

أخبار

الدخول المدرسي: غضب واحتقان وسط آباء وأولياء التلاميذ بعد قرار اغلاق مدارس البيضاء

مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، ساد الارتباك اليوم الاثنين أولياء أمور التلاميذ الذين اختاروا التعليم الحضوري لأبنائهم في الدار البيضاء، حيث سيتعين عليهم التكيف مع التعليم عن بعد لمدة أسبوعين على الأقل. وشكل قرار الحكومة القاضي بإغلاق المدارس، فرصة لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ لتجديد دعواتهم إلى تأجيل الدخول المدرسي الجديد، التي سبق وتم توجيهها إلى الوزارة المكلفة لكنها ظلت حبرا على ورق.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

بينما التحق مجموعة من التلاميذ في مختلف مدن المملكة بمؤسساتهم التعليمية، ظلت أبواب جميع المدارس في الدار البيضاء مغلقة، وذلك تنفيذا لقرار الحكومة الذي يهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. وتفاجأ مجموعة من الآباء الذين كانوا يستعدون لإرسال أبنائهم إلى المدراس، من التوقيت الذي اختارته الحكومة لإصدار قرارها، ووجدوا أنفسهم أمام خيار واحد، يتمثل في التعليم عن بعد طيلة الأيام الأربعة عشر القادمة على الأقل.

وأثار هذا الوضع، غضبا في صفوف بعض أولياء أمور تلاميذ العاصمة الاقتصادية. وعبر محمد تامر، رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأمهات التلاميذ بجهة الدار البيضاء – سطات، في تصريح لموقع يابلادي عن ذلك قائلا "لقد أصبح من المعتاد رؤية قرارات مهمة يعلن عنها في اللحظة الأخيرة، مثل قرار الوزارة المتعلقة بانطلاق العام الدراسي". وأوضح أنه سبق للفيديرالية أن عبرت عن استنكارها لإصدار القرارات في آخر لحظة "ما يتسبب في حدوث الفوضى". 

"لا يتركون لنا المجال للقاء الآباء وشرح القرار لهم. حتى ان البعض لم يطلع على قرار الأمس واستيقظ هذا الصباح ليكتشف أن جميع المدارس مغلقة"

محمد تامر 

وأوضح الفاعل الجمعوي أن الفيديرالية كانت "قد دعت إلى تأجيل الدخول المدرسي، ريثما يتم استشارة الشركاء لإيجاد صيغة مناسبة. لقد قادنا القرار الانفرادي الى هذا المأزق الذي وقعنا فيه اليوم " مشيرا إلى أن "قرار إتاحة التعليم عن بعد، مع ترك حرية اختيار التعليم الحضوري أيضا، تسبب في خلق التجمعات أمام المدارس العمومية".

ومع صدور القرار الجديد الذي يقضي بإبقاء المدارس العمومية والخصوصية في الدار البيضاء مغلقة، أكد محمد تامر أن جزء كبيرًا من أولياء أمور التلاميذ لازالوا تحت "الصدمة ولا يعرفون ماذا يفعلون".

"قبل ذلك، كانت الشكوك تراود مجموعة من الآباء، إذ أنهم كانوا يظنون أن خيار التعليم الحضوري، جاء فقط لضمان تسجيلات كافية في المدارس الخصوصية، كما أنهم كانوا يقولون إنهم "متأكدون" من أن التعليم عن بعد، سيتم تعميمه بداية الدخول المدرسي. والآن يعتقد آخرون أنه لا جدوى من دفع الرسوم المدرسية لأبنائهم في المدارس الخاصة، من أجل التعليم عن بعد فقط".

محمد تامر

وأضاف أنه، في نفس الوقت، "لا يعرف أولياء أمور التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في التعليم الخاص، أي طريق سيسلكون" وقال "لدينا مخاوف جدية من الخلط بين ما هو تعليمي وما هو اقتصادي بحت، وهو الأمر الذي لا يخدم نظامنا التعليمي".

وزاد قائلا "يجب أن تكون المدرسة العمومية في صلب اهتماماتنا، وأن يظل القطاع الخاص اختيارًا لقطاع يدير خدمة عمومية، لأن لكل مغربي الحق في التعليم".

من جانبه، قال محمد الخطار، وهو عضو بتنسيقية آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب، فرع الدار البيضاء، "منذ مارس، والوزارة تتخذ قرارات تهدف إلى حماية المدارس الخصوصية وتترك المواطن وحيدا يواجه هذا اللوبي".

وأوضح أنه سبق للتنسيقية أن "دعت إلى تأجيل الدخول المدرسي إلى دجنبر أو يناير المقبلين" مشددا على أن "القرارات يجب اتخاذها على المستوى الوطني".

وأضاف هذا الأب لثلاثة أطفال والذي اختار لأولاده التعليم الحضوري "بعد تسديد الرسوم المدرسية، فوجئنا بهذا القرار" واستنكر ما قال إنه "تمييز بين التلاميذ الذين عادوا إلى المدرسة اليوم الاثنين وأولئك الذين لن يدرسوا، لأننا مقتنعون بأن التعليم عن بعد لا يلبي توقعات أولياء الأمور، لا في القطاع العمومي ولا الخاص". 

"لا يمكنني اختيار التعليم عبر تطبيق الواتساب، مقابل تأدية مبلغ كبير. سبق وجربنا هذه الصيغة في المرة الأولى ولكن دون نتيجة".

محمد الخطار 

من جهته، قال رضوان إدريس، مدير مدرسة خاصة بالدار البيضاء، لموقع يابلادي إن القرار الجديد الذي صدر مساء الأحد "يطرح مشكلة لكل من الآباء والطلاب والمدرسين والإدارات المدرسية". وأضاف "عقدنا اجتماعات هذا الصباح لنرى كيف يمكننا حل هذه المشكلة".

وأضاف "سبق واشتغلنا عبر الانترنيت بنسبة 100٪ في العام الدراسي الماضي، لكن 90٪ من الآباء يفضلون التعليم الحضوري". لأنه، بالإضافة إلى أولئك الذين يعملون ولا يمكنهم ترك أطفالهم بمفردهم في المنزل، هناك عراقيل أخرى، مثل "توفر بعض العائلات على جهاز كمبيوتر واحد، لكن لديهم أكثر من طفل واحد، بالإضافة إلى نفسية الطفل الذي عليه أن يخرج ويتواصل مع أقرانه". 

لدى هذه المدرسة الخاصة، خياران في الوقت الحالي إما "اختيار التعليم عن بعد لبدء العام الدراسي مع الاستفادة من دروس الدعم والاستدراك بمجرد استئناف التعليم الحضوري، أو ببساطة تأخير بداية العام الدراسي، عن طريق خصم هذه الفترة من الرسوم الدراسية. وانطلاق الدخول المدرسي في 21 شتنبر". لكن لا شيء يضمن أن الوضع الصحي في الدار البيضاء سيسمح بالتعليم الحضوري خلال هذ الفترة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال