لا زالت الآراء متضاربة حول مصرع الزوهري بين سكان المدينة و المصالح الأمنية، ففيما تؤكد الساكنة أن نبيل الزوهري مات بسبب سقوطه من علو مرتفع أثناء مطاردة رجال الأمن له بمعية مجموعة من أصدقائه عندما كانوا يمارسون الرياضة في أحد الجبال القريبة من حي الكوشة وأن من تسبب في دالك هم رجال الأمن، تؤكد الرواية الرسمية التي ساقتها لنا وكالة المغرب العربي للأنباء أن مجموعة من الشباب لاذوا بالفرار عندما شاهدوا رجال الأمن فتعرض أحدهم لسقوط عرضي من مرتفع، وأضافت أن هذا الأخير قد صرح قبل نقله إلى المستشفى، بأنه اعتاد التوجه إلى الكهوف المجاورة قصد استهلاك المخدرات.
و بعد الانتهاء من مراسيم الدفن تحولت الجنازة إلى مظاهرة حاشدة قدر عدد المشاركين فيها بالآلاف، هذه المظاهرة حاولت أن تجوب شوارع المدينة تعبيرا منها عن رفض السياسة التي تتعامل بها الدولة مع المحتجين من خلال اعتمادها المقاربة الأمنية و نهج سياسة الاعتقالات و الترهيب.
إلا انه و بمجرد اقتراب المظاهرة من مبنى العمالة الذي كان مطوقا بعدد هائل من السيارات التابعة لجهات أمنية مختلفة، تحسبا لوقوع أي طارئ، ومن دون سابق إنذار قامت سيارة تابعة لرجال الأمن باختراق المحتجين.
موقع يا بلادي قام بالاتصال بطالبة كانت حاضرة أثناء اندلاع المواجهات وقد أكدت أن المظاهرة كانت سلمية وكانت تردد شعار الشعب يريد من قتل الشهيد، غير أن رجال الأمن قاموا بالتدخل لفضها بطريقة وصفتها شاهدة العيان هذه بالهمجية، الطالبة أضافت أن الشباب الدين كانوا مع الضحية تم اعتقالهم، وفي سؤال عن وضعية حي الكوشة الآن قالت أن الحي بأكمله مطوق من طرف جهاز الأمن السري و العلني، وأنه لا يسمح بالتجمعات مهما كانت صغيرة، وأضافت بأن ساكنة تازة تعاني من حصار أمني خانق و أن هذا "الحصار طال الكلية المتعددة التخصصات بالمدينة مند ما يقارب الشهر، خصوصا وأن الكلية تعيش هذه الأيام على إيقاع الامتحانات ووجود رجال الأمن داخل الكلية يساعد على كهربة الجو فمن غير المعقول اجتياز الامتحانات في مثل هذه الظروف".
وكان محمد الشيابري رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قد أكد في اتصال ليابلادي به أن رجال الأمن هم من أخذوا المبادرة هذه المرة بمحاولة دهس المحتجين ثم بإطلاق كثيف للقنابل المسيلة للدموع عليهم لتتطور الأمور بعد ذلك إلى مواجهات بين الطرفين استمرت إلى حدود ساعات متأخرة من الليل.