مند مشاركته في الحكومة الاسبانية، بدأ حزب بوديموس اليساري الراديكالي ينأى بنفسه عن جبهة البوليساريو. ولم يكن الحزب يفوت الفرص في السابق لمساءلة الحكومة الاسبانية عن "انحيازها" للمغرب، وإبداء دعمه لجبهة البوليساريو.
فرغم إبداء قادة الجبهة الانفصالية في العديد من المناسبات، غضبهم من حذف وزيرة الخارجية الاسبانية أرانشا غونزاليس لايا علم "الجمهورية الصحراوية" من خارطة إفريقيا، خلال تهنئتها في تدوينة على حسابها في تويتر، البلدان الإفريقية بمناسبة يوم إفريقيا الذي يصادف الذكرى الـ57 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقيية، إلا أن نواب الحزب ومسؤوليه لم يلقوا بالا للأمر.
وكان أعضاء جبهة البوليساريو قد قادوا حملة ضغط في إسبانيا على نواب حزب بوديموس، من أجل حثهم على توجيه أسئلة لوزيرة الخارجية حول تغريدتها، لكنهم فشلوا في مسعاهم.
وسبق لبابلو إغليسياس زعيم بوديموس أن أمر رفاقه في الحزب بعدم التدخل في المواضيع السياسية التي تقع ضمن اختصاص الحكومة.
ومن أجل تجاوز هذا الوضع، اضطرت الجبهة الانفصالية إلى التوجه إلى نيسترو ريغو كانداميل النائب عن التكتل القومي الغاليسي (الانفصالي)، الذي وجه سؤال لوزيرة الخارجية حول ما إذا كانت الحكومة الاسبانية "تنوي الاعراف بالجمهورية الصحراوية كدولة ذات سيادة وربط علاقات ثنائية معها والوساطة لصالح إجراء استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي".
وفي الماضي كان حزب بوديموس هو الذي يتولى المهمة، لدرجة إدراجه في برنامجه الانتخابي، للاستحقاقات التشريعية التي جرت في 28 أبريل 2019، مسألة الاعتراف بـ"جمهورية" البوليساريو.
ومنذ تعيين بابلو إغليسياس في منصب نائب رئيس الوزراء، وهو يحاول التسويق لنفسه كـ"رجل دولة" يتصرف بمسؤولية.
ففي 23 يناير الماضي، وفي خضم الجدل الذي كان دائرا حول على مشروعي قانونين يهدفان إلى بسط الولاية القانونية للمملكة على كافة مجالاتها البحرية، تجنب التعليق عل الموضوع وقال "أنا مقتنع أن وزيرة الخارجية ستكون قادرة على تقديم الرد الأكثر ملاءمة وقانونية (...) ليس لدي شك في أن الوزيرة ستقوم بواجبها بطريقة ممتازة".
وبعد أربعة أسابيع من ذلك، أكد هذا النهج في تصريحات حول نفس الموضوع، وقال ردا على أسئلة الصحافيين حول اجتماع مساعده ناتشو ألفاريز الذي يتولى منصب كاتب الدولة للحقوق الاجتماعية، مع قيادي في الجبهة الانفصالية "إن وزارة الخارجية هي التي تحدد موقف إسبانيا من الصحراء".
كما تجاهل إغليسياس تهنئة البوليساريو بذكرى إنشائها في العاشر من ماي، وأمر رفاقه بمقاطعة المهرجان السينمائي "فيصاحارا" الذي كان مقررا تنظيمه في مخيمات تندوف في الفترة بين 14 و19 أبريل، قبل إلغائه بسبب فيروس كورونا المستجد.