أعلنت الأمم المتحدة رفضها إعلان اللواء المتقاعد الليبي خليفة حفتر إسقاط اتفاق الصخيرات وحصوله على "تفويض شعبي" يسمح له بقيادة ليبيا.
وعتبر اتفاق الصخيرات، الذي تم توقيعه في 17 دجنبر 2015، بأنه الاتفاق الوحيد، الذي وضع "خارطة طريق" واضحة للأزمة الليبية، من خلال تشكيل حكومة وهيئة تشريعية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن اتفاق الصخيرات هو الإطار الدولي الوحيد للاعتراف بالوضع الليبي، في إشارة إلى أن حكومة الوفاق الوطني هي الحكومة المعترف بها دوليا.
وأضاف دوجاريك أن أي تغيير سياسي في ليبيا يجب أن يكون عبر الوسائل الديمقراطية وليست العسكرية.
من جانبه وصف متحدث باسم المفوضية الأوروبية قرار حفتر إيقاف العمل باتفاق الصخيرات بأنه تصرف أحادي الجانب وغير مقبول.
وأعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء إعلان خليفة حفتر إلغاء اتفاق الصخيرات، وذكرت الخارجية الألمانية في بيانها أن المجتمع الدولي يعتبر اتفاق الصخيرات سارياً حتى يتم التوصل إلى حل تفاوضي نهائي.
وعبرت الولايات المتحدة الأميركية عن أسفها لهذه الخطوة ووصفتها بإعلان "أحادي الجانب"، حيث أعربت السفارة الأميركية لدى ليبيا في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، عن "أسفها لاقتراح المشير حفتر التغييرات في الهيكل السياسي الليبي، وفرضها من خلال إعلان أحادي الجانب".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن روسيا لا تؤيد التصريحات الصادرة عن المشير خليفة حفتر، قائد ما يسمى بـ"الجيش الوطني" في ليبيا، أمس.
وفي تصريح لموقع يابلادي أرجع المحلل السياسي والأستاذ الجامعي الليبي أحمد الأطرش، ما تشهده ليبيا من تطورات إلى "التدخل الأجنبي في البلاد منذ ثورة فبراير".
وأضاف أن "ما يحدث في البلاد حرب بالوكالة، والليبيون لا حول لهم ولا قوة فيما يخص الأوضاع في بلدهم الآن، كل شيء يدبر من خارج ليبيا". وتابع أن حفتر "يحاول شرعنة تواجده في السلطة من خلال إلغاء اتفاق الصخيرات، والاطراف الخارجية هي التي اقترحت عليه مثل هذه القرارات التي تضر بمصالح الشعب الليبي".
وبحسبه فإن "اتفاق الصخيرات، وقعت فيه بعض الأخطاء التي كان يمكن تجاوزها من قبل الدول الراعية وخصوصا المغرب، أعتقد أن مرحلة اتفاق الصخيرات عفى عنها الزمن".
وعبر الأطرش عن قناعته بأنه "المغرب لازال بإمكانه التدخل ولعب دور الوساطة، ولكن عن طريق التنسيق مع الدول الأوروبية الذي تربطه معها علاقات جيدة"
"أما إعادة انتاج اتفاقية الصخيرات فهذا لم يعد ممكنا، يمكن اتخاذ خطوات أخرى، مع الحفاظ على نفس أهداف اتفاق الصخيرات، هناك الأن متغيرات وتطورات جديدة، كما أن الاتفاق السابق كان به العديد من العيوب والتي ما كان يجب أن تقع، الاتفاق كان حماسيا أكثر من كونه مبنيا على معطيات واقعية".
وأنهى حديثه مع موقع يابلادي قائلا "اعتقد أن الطرف الخارجي لا يريد لليبيا الخروج من هذا المأزق".