القائمة

interview_1

البروفسور جعفر هيكل: على المغرب أن يصل إلى ذروة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد في أسرع وقت ممكن  

في حوار مع موقع يابلادي قال البروفسور جعفر هيكل، الخبير في الأمراض التعفنية والأوبئة، إنه على المغرب أن يصل إلى مرحلة الذروة في انتشار وباء فيروس كورونا المستجد في أسرع وقت ممكن، من أجل المرور إلى مرحلة التراجع. كما أوصى بتوسيع عمليات التشخيص للكشف عن المصابين.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

ما هو تقييمك للوضعية الوبائية الحالية في المغرب؟

مر تطور الحالة الوبائية بالمغرب بأربعة مراحل: المرحلة الأولى تتعلق بالحالات المستوردة، والثانية بظهور حالات محلية، وتميزت الثالثة بظهور العديد من البؤر، والرابعة هي التي يتم فيها تجاوز 100 حالة إصابة مؤكدة في اليوم، وتتميز هذه المرحلة بانتقال العدوى داخل الأسر.

بدأنا نستقبل عائلات مصابة بالفيروس، وهو ما يعني أن الفيروس بدأ يجد له مكانا في المغرب. لا زلنا لحد الآن في المرحلة الرابعة، لم نصل بعد إلى الذروة التي نتمنى أن نصل إليها في أقرب وقت ممكن.

يجب أن نكون صادقين، الدولة اتخذت إجراءات وقائية مناسبة ومتقدمة في كل مرحلة.

في نظرك ما هي العوامل التي تجعلنا ننتقل من مرحلة الأخرى؟

تتماشى الإجراءات المتخذة من قبل الدولة بشكل تدريجي مع المراحل الأربع، لكن العديد من الأشخاص لا يحترمون الحجر الصحي، ويعرضون عائلاتهم والمجتمع لخطر الإصابة بالفيروس.

لسوء الحظ لاحظنا أيضا أن الموقف بدأ يصبح أكثر تعقيدا، ففي غضون فترة زمنية قصيرة جدا، انتقلنا فيما يخص نسبة الوفيات من 2,75 إلى 7 في المائة من العدد الإجمالي للحالات المصابة بالفيروس، ولذلك يجبرنا التطور الوبائي على تغيير استراتيجيتنا فيما يتعلق بالتحليلات المخبرية للكشف عن الفيروس. 

كيف يمكننا في نظرك الحد من تطور الحالة الوبائية نحو الأسوء في المغرب؟

من أجل ذلك هناك العديد من الوسائل، بما في ذلك الحجر الصحي، وغسل اليدين بشكل متكرر، والحد من التجمعات، وارتداء الكمامات، والأهم من ذلك معالجة الحالات الإيجابية لتجنب انتقال الفيروس منها إلى الأشخاص الآخرين.

بالإضافة إلى ذلك يجب توسيع عمليات التشخيص. من الضروري الوصول في أسرع وقت ممكن إلى ذروة الوباء لكن نمر إلى مرحلة التراجع.

من أجل عدم إطالة هذه المرحلة التي نتواجد فيها اليوم لابد من القيام بهذه الإجراءات.

أعتقد أن الدولة تسير في هذ الاتجاه من خلال إنشاء 48 مركزا متخصصا. آمل أن يتحرك القطاع الخاص لمساعدة الدولة في الكشف عن العينات وتحليلها، بشرط منحه الموافقة وتجهيزه بالوسائل والموارد اللازمة.

نظامنا الصحي لا يملك القدرة على متابعة العديد من الحالات المعقدة في آن واحد، ليس لأننا نفتقد إلى المهارات، ولكن لأن البنية التحتية والوسائل المتوفرة لن تسعفنا في ذلك. لقد رأينا عجزا في فرنسا وإسبانيا وفي معظم الدول المتقدمة كالولايات المتحدة. يجب أن نتصرف قدر الإمكان حالا.

هل تتوقع تمديد فترة الحجر الصحي، بالنظر إلى الوضع الحالي؟ 

هذا القرار يخص الدولة، ويعتمد على مدى تطور الوضعية الوبائية، كما يعتمد أيضا على المرور من فترة الذروة إلى التراجع في تسجيل الحالات المؤكدة.

نتمنى أن نشاهد انخفاضا يوم غد، ولكن بالنظر إلى المعطيات الحالية، التي قد تتغير، أعتقد أننا سنصل إلى الذروة في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، وستبدأ مرحلة تراجع انتشار الوباء في منتصف شهر ماي. لذلك فمن غير الوارد الإعلان عن نهاية فترة الحجر الصحي قبل منتصف أو نهاية شهر ماي.

إذا تقيد المواطنون بالحجر الصحي، يمكننا سماع أخبار جيدة، سنظل متفائلين بحذر. أمامنا أربعة أسابيع أخرى. 

لماذا لم تتحدث السلطات الصحية إلى اليوم عن نتائج استخدام بروتوكول العلاج بالكلوروكين إلى الآن؟

بصراحة، لا يمكننا الحديث عن فعالية الدواء الآن، لأن ذلك يستغرق مزيدا من الوقت والمزيد من الصبر.

أنا أعمل في فريق بالقطاع الخاص، بالتعاون مع الدولة نستقبل مرضى عن طريق وزارة الصحة، وبدأنا في استخدام دواء الكلوروكين، طبقا لتوصيات اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية ومراقبة الانفلونزا بالمملكة.

 هناك حالات تحسنت، كما أن هناك حالات لم تتحسن بشكل جيد، نحن بصدد تقيم هذا البروتوكول العلاجي، ولكن أعتقد أن وزارة الصحة أخذت القرار الصائب.

على المغاربة أن يعلموا أننا نتخذ القرارات الأفضل للحفاظ على صحتهم، وإذا كانت هناك بروتوكولات أخرى أوصت بها اللجنة التقنية والعلمية فسنعتمدها. يمكنني أن أؤكد مع كثير من الحذر أن النتائج الأولية مشجعة إلى حد ما، لكنني أفضل الانتظار قبل الحديث عن نسبة النجاح.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال