مع التزام معظم المغاربة بالحجر الصحي، ومكوثهم في بيوتهم، تطبيقا للتعليمات التي أعلنت عنها الحكومة، من أجل تجنب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، تحاول الحيوانات الضالة الصمود في الشوارع التي لا طالما كانت ملجأها الوحيد لإشباع بطونها، سواء من مخلفات المطاعم أو مما يجود به المارة والسكان.
وأكدت جوليا ناستاسي من جمعية حماية الحيوان La Tribu des Quat'pattes في تصريح لموقع يابلادي، أن الوضعية التي تعيشها الحيوانات في الشارع "صعبة ومعقدة" وأضافت متأسفة أنه "خلال هذه الأوقات الصعبة، بعض القطط والكلاب الضالة، قد تجوع حتى الموت".
وبينما يحاول بعض الناس إطعام الحيوانات الضالة في أحيائهم خلال فترة الحجر الصحي، إلا أنه من الصعب الحفاظ على هذه العادة، حسب المتحدثة نفسها لأن "الأشخاص الذين اعتادوا على إطعام الحيوانات الضالة، يعتمد أغلبهم على مساعدات المطاعم والجزارين وغيرها، هم يكافحون الآن لمواصلة عملهم الخيري".
وتحاول الجمعية التغلب على هذهالوضعية من خلال تشجيع "المغاربة على إطعام الحيوانات الضالة المتواجدة في أحيائهم، مع احترام الإجراءات الوقائية التي وضعتها السلطات الصحية" على حد قول ناستاسي.
كما أطلقت الجمعية حملة لجمع الطعام للقطط والكلاب الضالة والتبرع بها للأشخاص الذين اعتادوا على إطعام الحيوانات الضالة ووجدوا أنفسهم اليوم غير قادرين على القيام بذلك بسبب حالة الطوارئ الصحية.
من جانبه، عبر أحمد التازي، رئيس جمعية الدفاع عن الحيوانات والطبيعة وعضو الشبكة النقابية لحماية الحيوان والتنمية المستدامة في المغرب، عن قلقه من الوضيعة التي تعيشها الحيوانات الضالة، مؤكدا أن "عدد التبرعات تراجعت بشكل كبير" منذ سريان حالة الطوارئ الصحية.
وأضاف التازي أنه على الرغم من أن جمعيته تحاول "تزويد المتطوعين الذين اعتادوا على إطعام الحيوانات الضالة بالطعام، إلا أن الموارد غير كافية لأن معظم الأماكن التي كانت تزود المتطوعين بالأطعمة أغلقت أبوابها" التزاما بالتعليمات الوقائية.
وفي هذا السياق، دعا التازي المغاربة، إلى مساعدة الحيوانات الضالة خلال الحجر الصحي والتفكير فيها ومحاولة إعطائها بقايا الطعام في الأحياء، مع احترام التدابير الصحية.
لكن ليست الحيوانات الضالة وحدها التي تواجه الجوع في ظل أزمة فيروس كورنا، فبحسب التازي، فقد تخلى العديد من الأشخاص عن حيواناتهم الأليفة بسبب هذا الوباء وقال "زاد عدد الحيوانات الأليفة التي تركها أصحابها بمقدار ستة أضعاف، معظمها من الكلاب والقطط" وأضاف "نحن نعيش في مواقف صعبة لأن أغلب الناس لا يفهمون أن الصحة العامة تهم البشر والحيوانات".
"من خلال التخلي عن هذه الحيوانات، فمن المحتمل أن تصبح أكثر عدوانية وتصاب بداء الكلب وتنقل العدوى لحيوانات أخرى. تخلي شخص ما عن قطته أو كلبه في هذه الظروف هو تصرف أناني، خصوصا وأنه يعلم جيدا أنه لا يمكن لهذه الحيوانات أن تنجو في الخارج"
وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا يوجد دليل على أن "الحيوانات الأليفة مثل الكلاب أو القطط يمكن أن تصاب بالفيروس"، لكن رغم ذلك شددت المنظمة على غسل اليدين بالماء والصابون، بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة.