القائمة

أخبار

فيروس كورونا: الصم والبكم.. جمعيات تحاول اختراق جدار العزلة والتهميش

تتضاعف معاناة الصم والبكم، خلال فترة الحجر الصحي، حيث لا يفهم أغلبهم ما يجري حولهم، ولماذا باتو ملزمين بالبقاء في منزلهم فجأة. وتحاول عدد من الجمعيات التخفيف من معاناتهم بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

في الوقت الذي يحرص فيه المغاربة على متابعة كل المعلومات والمستجدات التي تتعلق بفيروس كورونا المستجد، يجد الصم والبكم، أنفسهم محرومين من حقهم في معرفة ما يدور من حولهم، خصوصا مع افتقار القنوات التلفزية المغربية لمترجمين للغة الإشارة. وأمام هذا الوضع تحاول بعض الجمعيات مساعدة هاته الفئة من المجتمع بوسائلها الخاصة.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال مراد الهايل، رئيس جمعية الانتماء الاجتماعية والثقافية والرياضية للصم والبكم بالدار البيضاء "نظرا لإغلاق الجمعية أبوابها في هذه الظروف، نحاول التواصل مع الأشخاص الذين ينتمون إليها من الصم والبكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. نقوم بتسجيل فيديوهات نشرح لهم فيها خطورة الوباء والوضعية التي يمر منها العالم والمغرب ونحن على تواصل دائم لتنويرهم بكل المستجدات".

 وأضاف "لكن لم نستطع تعميم هذه الارشادات والتعليمات على الجميع، لأن منهم من لا يتوفر على الهواتف الذكية، أو حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي" مشيرا إلى أن الجمعية في صدد التواصل مع السلطات المختصة من أجل "الحصول على ترخيص، للتنقل لبيوت هؤلاء الأشخاص في مجموعة من احياء الدار البيضاء وتعميم هذه المعلومات، والاجابة عن تساؤلاتهم، ومعرفة الصعوبات التي يواجهونها حاليا".

"زادت الأمور تعقيدا مع ظهور هذا الفيروس فهم لا يفهمون ما الذي يقع في العالم. لهذا نحاول كجمعية القيام بهذا الدور ولو عن بعد. يواجهون أيضا صعوبة في توفير لقمة العيش، لأن أغلبهم كان يشتغل في المهن الحرة. كما أننا نحاول أن نشرح لهم كيفية الاستفادة من الدعم".

مراد الهايل

وشدد المتحدث نفسه، على ضرورة خلق آليات للتواصل مع هاته الفئة من المجتمع، التي "تواجه صعوبات لأن لا أحد يفهمها. لذا يجب وضع مترجمين للغة الإشارة رهن إشارتهم، خصوصا في هذه الفترة".

من جانبه، قال أمين البقالي، العضو في جمعية التواصل للصم والبكم بطنجة، إن الوسيلة الوحيدة التي تعتمد عليها الجمعية في هذه الظروف التي تلزم الجميع بالبقاء في منازلهم، هي التواصل والإرشاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنها ليست بمتناول الجميع، وأضاف "قام مسؤولو الجمعية بالتواصل مع التلاميذ الذين يدرسون داخل المؤسسة لشرح جميع ما يتعلق بهذا الفيروس، كما نقوم بإرسال الدروس والتمارين لهم بشكل يومي".

وأضاف أن الجمعية تبذل ما بوسعها لتنوير هؤلاء الأشخاص، "في ظل افتقار القنوات التلفزية الوطنية لمترجمين للغة الإشارة، نحاول بذل كل ما في وسعنا كجمعية، كما أن التلاميذ بدورهم يراسلوننا عبر فيديوهات يتحدثون فيها بلغة الإشارة، ويؤكدون أنهم يلزمون البيوت ويواصلون دراستهم".

وأوضح أن الجمعيات وجدت نفسها وحيدة في إيصال المعلومة لهؤلاء الشباب وقال "رغم أن بعض العائلات تتحدث لغة الاشارة التي تعلموها داخل جمعيتنا أيضا، من أجل التواصل مع أولادهم إلا أن البعض منهم من يتقنها وليس جميعهم، وبالتالي يجدون أنفسهم غير قادرين على إيصال المعلومة كما يجب ويلجؤون للجمعية من أجل ذلك".

بدوره قال أمين البقالي إن من "واجب السلطات المختصة أن تدمج هذه الفئة في المجتمع، سواء من خلال خلق آليات التواصل في القنوات والبرامج التلفزية "خصوصا في هاته الفترة التي يريد خلالها الجميع معرفة ما يجري".

وبحسب فوزية الزاير، وهي خبيرة محلفة في لغة الإشارة ومؤطرة بجمعية التواصل بطنجة، إنه "في ظل افتقار آليات للتواصل مع هذه الفئة التي يبلغ عددها في المغرب 300 ألف شخص، أصبح هؤلاء يشعرون بالتهميش والاقصاء أكثر فأكثر، ما أدى إلى ظهور اضطرابات نفسية عند بعضهم".

"أتوصل بفيديوهات من طرفهم، يسألونني دائما لماذا ليس لنا الحق في فهم ما يجري، سواء في الاخبار أو الندوات الصحفية. بل حتى التعليم عن بعد لا يمكنهم الاستفادة منه".

فوزية الزاير

وعبرت المتحدثة نفسها عن تخوفها من تدهور حالتهم النفسية وقالت "إحساسهم بالتهميش خلال فترة العزل الصحي، زاد الطين بلة. في الفترة العادية كانوا يحاولون التأقلم مع وضعيتهم من خلال الاحتكاك مع أشخاص يفهمونهم ويتحدثون لغتهم" وأضافت أن "أغلب العائلات لا تتقن لغة الإشارة، حيث يجد الطفل أو الشاب فاقد السمع والنطق نفسه اليوم وحيدا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال