خلال الفترة الممتدة من 27 فبراير إلى 4 مارس، قام مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية رينيه كلارك كوبر، بزيارة إلى كل من الجزائر وتونس وموريتانيا لمناقشة "توسيع التعاون الأمني والعسكري في المنطقة المغاربية" بحسب ما جاء في بلاغ للخارجية الأمريكية.
وفي مؤتمر صحافي عقد يوم الجمعة 6 مارس، وجهت للمسؤول الأمريكي عدة أسئلة حول القضايا التي ناقشها مع مسؤولي البلدان المغاربية الثلاث، ورد على سؤال حول "ما إذا كان المسؤولون الجزائريون قد ناقشوا معه في اجتماعاتهم، التحول المحتمل للموقف الأمريكي من نزاع الصحراء الغربية" بالقول "نعم".
وأضاف "في اجتماعاتي مع أي شخص -لا أقصد الوزراء فقط، ولكن أتحدث عن الكل، إن كنت جالسا في مكان عام أو أتكلم مع شخص ما، يحرصون على مناقشة التزامات الولايات المتحدة اتجاه هذا الموضوع".
وتابع أن هذا الموضوع يحظى باهتمام خاص عند الجزائريين "في محادثاتي أينما كنت، لا يهم إن كنت أحتسي فنجان قهوة، أو إن كنت في وزارة. سؤال كان يردده كل شخص، بغض النظر إن كان نادلا جزائريا أو وزيرا".
وبحسبه فإن اهتمام الجزائر بالنزاع يعد أمرا طبيعيا، وتابع "هذا الاهتمام مبني على رغبة الجزائر في الاقتراب من الولايات المتحدة الأمريكية" مفسرا ذلك بجمود العلاقات الجزائرية الروسية، التي كان يشار إليها بأنها "تاريخية".
وللمخاوف الجزائرية من تغير موقف واشنطن من النزاع ما يبررها، فقد أتت زيارة كوبر إلى الجزائر، بعد أشهر قليلة من زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى المغرب (دجنبر 2019)، وتأكيده على ضرورة التوصل إلى "حل سياسي واقعي ودائم" لنزاع الصحراء الغربية.
وقبل حلول بومبيو بالمغرب، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أقال مستشاره في الأمن القومي جون بولتون من منصبه، علما أن هذا الأخير كان معروفا بقربه من الجزائر وجبهة البوليساريو. ففي شهر دجنبر من سنة 2018، قال بولتون لمجلة نيويوركر إنه لا يوجد سوى مسؤول أمريكي واحد (جيمس بيكر) إلى جانبه يهتم بقضية الصحراء الغربية.
وقبل ذلك كان بولتون قد قال إنه يشعر بـ"الإحباط" من عدم التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الذي عمر طويلا، مضيفا أنه يود "أن يجد هذا النزاع طريقا إلى الحل إذا تمكنت الأطراف من الاتفاق على طريق للمضي قدما".
وإلى جانب ذلك، تنبع تخوفات الجزائر من التقارير الإعلامية الأخيرة التي تحدثت عن ممارسة إسرائيل ضغوطا على الولايات المتحدة الأمريكية للاعتراف بمغربية الصحراء، مقابل تطبيع المملكة لعلاقاتها مع الدولة العبرية.