بعد استبعاده من اللقاءات الدولية التي عقدت في الآونة الأخيرة حول الأزمة الليبية، عاد المغرب إلى الواجهة خلال نهاية الأسبوع الجاري، إذ أجرى مباحثات مع طرفي الأزمة، وذلك على هامش الاجتماع الثامن للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا المنعقد بالكونغو برازافيل.
وقالت الحكومة الموالية لخليفة حفتر، إن "وزير" خارجيتها عبد الهادي الحويج التقى مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة و"تناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية وايضاح حقيقة من نحارب وان الليبيون ممتنون من الجهد الذي قدمته المملكة والحكومة المغربية في اتفاق الصخيرات".
وحمل البلاغ الذي نشرته خارجية حكومة حفتر، حكومة فائز السراج المعترف بها دوليا مسؤولية فشل اتفاق الصخيرات.
وأوضح البلاغ ذاته أن بوريطة أكد أن المغرب ليست له "أي أطماع في ليبيا وان ليبيا ليست اصلاً تجارياً وان ما يهمنا هو رفع المعاناة عن الليبيين".
وأكد المصدر ذاته أن بوريطة دعا الحويج "لزيارة المغرب لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين" وأنه أكد أيضا أن "المغرب على استعداد لتقاسم التجربة والخبرة والمشورة في برنامج المصالحة الوطنية بعد تحرير العاصمة طرابلس وانهم يقفون بقوة ضد التدخل الأجنبي الوقح في ليبيا الذي يعود الى عصر ولى وحقبة انتهت".
وبعد ساعات من ذلك نشرت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق بلاغا على صفحتها في الفايسبوك، بلاغا جاء فيه أن "وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد الطاهر سيالة تلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره المغربي ناصر بوريطة".
وأضاف البلاغ أن بوريطة أكد "وقوف المملكة المغربية ودعمها الكامل لحكومة الوفاق الوطني موضحا أن المملكة لا تعترف إلا بالحكومة الشرعية لليبيا وفق اتفاق الصخيرات وقرارات مجلس الأمن وأن المملكة تتطلع للتعاون المثمر بين البلدين معلنا رفض بلاده الكامل للتدخل الخارجي الذي وصفه بالوقح".
من جانبه عبر وزير خارجية حكومة الوفاق عن رغبة حكومته في "أن تلعب المغرب دورا أكبر في الملف الليبي بناء على توحيد موقف البلدين الشقيقين من الأزمة الليبية وتنسيق الجهود لحل الأزمة الليبية".
يذكر أن المغرب لم يتقبل عدم دعوته لمؤتمر برلين، الذي عقد يوم 20 دجنبر الماضي، وعبرت الخارجية المغربية عن استغرابها من إقصائها من المؤتمر الذي ناقش الأزمة الليبية وقالت إن "المملكة المغربية كانت دائما في طليعة الجهود الدولية، الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية"، مضيفة أن "المملكة المغربية لا تفهم المعايير، ولا الدوافع، التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا الاجتماع".